باب فيما اعطى الله عزوجل آدم عليه السلام وقت التوبة

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن ابن بكير، عن أبي عبدالله أو عن أبي جعفر عليهما السلام قال: إن آدم عليه السلام قال: يا رب سلطت علي الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فاجعل لي شيئا، فقال: يا آدم جعلت لك أن من هم من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيئة ومن هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة فإن هو عملها كتبت له عشرا، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر له غفرت له، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة أوقال: بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه، قال: يا رب حسبي.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال: إن السنة لكثيرة من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال إن الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال: إن الجمعة لكثير من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال: إن يوما لكثير من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا بلغت النفس هذه وأهوى بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة وكانت للجاهل توبة.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب قال: خرجنا إلى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد لايعرف هذا الامر يتم الصلاة في

[441]


الطريق(1) ومعه ابن أخ له مسلم، فمرض الشيخ فقلت لا بن أخيه: لو عرضت هذا الامر على عمك لعل الله أن يخلصه، فقال كلهم: دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فإنه حسن الهيئة فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له: يا عم إن الناس ارتد وابعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نفرا يسيرا وكان لعلي بن أبي طالب عليه السلام من الطاعة ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وكان بعد رسول الله الحق والطاعة له، قال: فتنفس الشيخ وشهق وقال: أنا على هذا وخرجت نفسه.
فدخلنا على أبي عبدالله عليه السلام فعرض علي بن السري هذا الكلام على أبي عبدالله عليه السلام فقال: هو رجل من أهل الجنة، قال له علي بن السري: إنه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك !؟ قال: فتريدون منه ماذا؟، قد دخل والله الجنة.

_____________________________
(1) أى لايأتى بما يجب على المسافر في مذهبنا بل يتم الصلاة في السفر وهو لاييد لكونه من أهل السنة.
وقوله: " مسلم " أى مؤمن أو بتشديد اللام أى منقاد للحق ولفظه " لو " للتمنى.