باب من يهم بالحسنة أو السيئة

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج عن زرارة، عن أحدهما عليهما السلام قال: إن الله تبارك وتعالى جعل لآدم في ذريته من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه [سيئة] ومن هم بها وعملها كتبت عليه سيئة.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن المؤمن ليهم بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة وإن هو عملها كتبت له عشر حسنات وإن المؤمن

[429]


ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه 3 عنه، عن علي بن حفص العوسي، عن علي بن السائح، عن عبدالله بن موسى بن جعفر، عن أبيه قال: سألته، عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذاأراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال: ريح الكنيف وريح الطيب سواء(1)؟ قلت: لا قال: إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال: صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم(2) فإنه قدهم بالحسنة فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له وإذاهم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه(3).
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضل ابن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعد هن إلا هالك(4) يهم العبد بالحسنة فيعملها فإن هو

___________________________________
(1) كان هذان ريحان معنويان يجدهما الملائكة (آت).
(2) اى ابعد عنه ليس لك شغل به. أو كناية عن التوقف وعدم الكتابة.
(3) في الوافى انما جعل الريق واللسان آلة لاثبات الحسنة والسيئة لان بناء الاعمال انما هو على ماعقد في القلب من التكلم بها وإليه الاشارة بقوله سبحانه " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " وهذا الريق واللسان الظاهر صورة لذلك المعنى كما قيل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا
(4) " أربع " مبتدأ والموصول بصلته خبره وتأنيث الاربع باعتبار الخصال أو الكلمات وقد يكون المبتد أنكرة إذا كان مفيدا و " من " اسم موصول مبتدء فله عائدان: الاول ضمير " فيه " والثانى المستتر في " لم يهلك " وهذا المستتر مستثنى منه لقوله: " الاهالك " لان رجعه من ألفاظ العموم وليس " الا هالك " استثناء مفرغا والمراد " بمن كن فيه " أن يكون مؤمنا مستحقا لهذه الخصال فان هذه الخصال ليست في غير المؤمنين كما عرفت: معنى " كن فيه " أن يكون معلوما له وما ذكرنا أطهر واعلم أن الهلاك في قوله: " يهلك " بمعنى الخسران واستحقاق العقاب وفى قوله " هالك " بمعنى الضلال والشقاوة والجبلة.وتعديته بكلمة على إما بتضمين معنى الورود أى لم يهلك حين وروده على الله او معنى الاجتراء أى مجترء ا على الله.أو معنى العلو والرفعة كان من يعصيه تعالى يرتفع عليه ويخاصمه (آت).
[*]

[430]


لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته وإن هو عملها كتب الله له عشرا ; ويهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شئ وإن هو عملها اجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فإن الله عزوجل يقول: " إن الحسنات يذهبن السيئات(1) ".
أو الاستغفار فإن هو قال: أستغفر الله الذي لاإله إلاهو، عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، ذوالجلال والاكرام وأتوب إليه، لم يكتب عليه شئ وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم.

_____________________________
(1) هود: 115.