باب ثبوت الايمان وهل يجوزان ينقله الله(2)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: لم يكون الرجل عند الله مؤمنا قد ثبت له الايمان عنده ثم ينقله الله بعد من الايمان إلى الكفر(3)؟ قال: فقال: إن الله عز وجل هو العدل إنما دعا العباد إلى الايمان به لا إلى الكفر ولا يدعوأحدا إلى الكفر به، فمن آمن بالله ثم ثبت له الايمان عندالله لم ينقله الله عزوجل

___________________________________
(2) أختلف أصحابنا في أنه هل يمكن زوال الايمان بعد تحققه حقيقة ام لا على اقوال.
راجع مرآة العقول المجلد الثانى ص 0 40.
(3) قال المجلسى (ره) الظاهر أن كلام السائل استفهام وحاصل الجواب: أن الله خلق العباد على فطرة قابلة للايمان وأتم على جميعهم الحجة بارسال الرسل واقامة الحجج فليس لاحد منهم حجة على الله في القيامة ولم يكن أحد منهم مجبورا على الكفر لا بحسب الخلقة ولا من تقصير في الهداية واقامة الحجة لكن بعضهم استحق الهدايات الخاصة منه تعالى فصارت مؤيدة لايمانهم وبعضهم لم يستحق ذلك لسوء اختياره فمنعهم تلك الالطاف فكفروا ومع ذلك لم يكونوا مجبورين ولا مجبولين (آت).

[417]


[بعد ذلك] من الايمان إلى الكفر، قلت له: فيكون الرجل كافرا قد ثبت له الكفر عندالله ثم ينقله بعد ذلك من الكفر إلى الايمان؟ قال: فقال: إن الله عزوجل خلق الناس كلهم على الفطرة التي فطرهم عليها، لا يعرفون إيمانا بشريعة ولا كفرا بجحود، ثم بعث الله الرسل تدعوا العباد إلى الايمان به، فمنهم من هدى الله ومنهم من لم يهده الله(1).

_____________________________
(1) قوله عليه السلام: " منهم من هدى الله " يعنى الذين لم يبطلوا فطرتهم الاصلية وتفكرو في أنهم من أين جاؤواوإلى أين نزلوا وأى شئ يطلب منهم واستمعوا إلى نداء الحق وجاهدوا فيه فيدركهم اللطف والتوفيق والرحمة كما قال سبحانه: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ".
وقوله عليه السلام: " ومنهم من لم يهده الله " أى الذين أبطلوا فطرتهم الاصلية ولم يتفكروا فيما ذكر وأعرضواعن سماع نداء الحق فيسلب عنهم الرحمة واللطف والتوفيق وهو المراد من عدم هدايته إياهم.