باب الغيبة والبهت(3)

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله

___________________________________
(3) اغتاب فلان فلانا إذا ذكره بما يسوؤه ويكرهه من العيوب وكان فيه وان لم يكن فيه فهو بهت وتهمة وفى العرف ذكر الانسان المعين أو من بحكمه في غيبته بما يكره نسبته إليه مما هو حاصل فيه ويعد نقصا في العرف بقصد الانتقاص والذم قولا أو إشارة أو كناية، تعريضا أو تصريحا، فلا غيبة في غير معين كواحد مبهم من غير محصور كأحد أهل البلد بخلاف مبهم من محصور كواحد من المعينين كأحد قاضى البلد فاسق مثلا فانه في حكم المعين كما صرح به شيخنا البهائى قدس سره في شرح الاربعين.
[*]

[357]


عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث، قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من الذين قال الله عزوجل: " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم(1) ".
3 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن داود ابن سرحان(2) قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الغيبة قال: هو أن تقول(3) لاخيك في دينه مالم يفعل(4) وتبث عليه أمر اقد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه حد(5).
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله: ما كفارة الاغتياب قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته(6).
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من بهت مؤمنا أو مؤمنة بماليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتى يخرج مما قال(7) قلت: وما طينة الخبال؟ قال: صديد

___________________________________
(1) النور: 18.
(2) سرحان بكسر السين.
(3) الضمير للغيبة وتذكيره بتأويل الاتياب.أو بأعتبار الخبر مع إنه مصدر.
(4) المراد بما لم يفعل: العيب الذى لم يكن باختياره وفعله الله فيه كالعيوب البدنية، فيخص بما اذاكان مستورا وهذا بناء على أن " في دينه " صفة لاخيك أى الذى اخوته بسبب دينه ويمكن أن يكون " في دينه " متعلق بالقول أى كان ذلك القول طعنا في دينه بنسبة كفر أو معصية إليه و يدل على أن الغيبة تشمل البهتان أيضا.
(5) " لم يقم عليه " ضمير " عليه " راجع إلى الاخ وضمير " فيه " إلى الامر.
(6) في يعض النسخ [كماذكرته].
(7) الخبال في الحديث: عصارة أهل النار. وفى الاصل: الفساد ويكون في الافعال والابدان والعقول. قاله الجزرى في النهاية.
[*]

[358]


يخرج(1) من فروج المومسات(2) 6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن رجل لا نعلمه إلا يحيى الازرق قال: قال لي أبو الحسن صلوات الله عليه: من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه ممالا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بماليس فيه فقد بهته.
7 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالرحمن بن سيابة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: الغيبة أن تقول في أخيك ماستره عليه وأما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه(3)

_____________________________
(1) صديد الجرح: ماؤه الرقيق المختلط بالدم.
(2) المومسات: الفاجرات والمفرد: المومسة وتجمع على ميامس أيضا ومواميس.
(3) الحدة بالكسر: ما يعترى الانسان من الغضب والنزق.
والعجلة بالتحريك السرعة، واعلم أن العلماء جوزوا الغيبة في عشرة مواضع: الشهادة. والنهى عن المنكر. وشكاية المتظلم. ونصح المستشير، وجرح الشاهد والراوى. وتفضيل بعض العلماء والصناع على بعض. وغيبة المتظاهر بالفسق الغير المستنكف على قول، وقيل: مطلقا وقيل بالمنع مطلقا، وذكر المشتهر بوصف مميز له كالاعور والاعرج مع عدم قصد الاحتقار والذم وذكره عند من يعرفه بذلك بشرط عدم سماع غيره على قول. والتنبيه على الخطاء في المسائل العلمية ونحوها بقصد أن لا يتبعه أحد فيها. ثم هذه الامور إن أغنى التعريض فيها فلايبعد القول بتحريم التصريح لانها إنما شرعت للضرورة والضرورة تقدر بقدر الحاجة، والله أعلم. قاله الشيخ البهائى.