باب من اذى المسلمين واحتقرهم

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال الله عزوجل: ليأذن بحرب مني من أذى عبدي المؤمن وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن ; ولو لم يكن من خلقي في الارض فيما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع إمام عادل لا ستغنيت بعباد تهما عن جميع ما خلقت في أرضي ولقامت سبع سماوات وأرضين بهما ولجعلت لهما من إيمانهما انسا لا يحتاجان إلى انس سواهما.

[351]


2 " عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن منذر بن يزيد، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصدود لاو ليائي(1) فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم و عاندوهم وعنفوهم في دينهم، ثم يؤمر بهم إلى جهنم.
3 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن حماد بن بشير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي(2).
4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان عن محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من حقر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين لم يزل الله عزوجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه(3).
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وأنا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي.
6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم

___________________________________
(1) صد عنه صدوداأى أعرض وصده عن الامر صدا: منعه وصرفه عنه.
أى أين المعرضون عن الاولياء المعادون لهم أو أين المانعون لهم عن حقوقهم أو أين المستهزؤون بهم.
والصد جاء لهذه المعانى كما يظهر من مصباح اللغة ولعل المراد بخلو وجوهم عن اللحم لاجل أنه ذاب من الغم وخوف العقوبة أو من خدشه بايديهم تحسدا أو تأسفا ويؤيده مارواه العامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مررت ليلة اسرى بقوم لهم المنقار من نحاس يخدشون وجوههم وصدورهم: فقلت، من هولاء ياجبرئيل؟ قال: هم الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.(لح).وفي بعض النسخ [أين الموذون لاوليائى] وفى بعضها [أين الضدود لاوليائى].
(2) " أهان لى وليا " أى أهانه لولايته لى." أرصدنى " في القاموس ارصدت له.أعدت وكافاته بالخير أو بالشر، والمرصاد: الطريق والمكان يرصد فيه العدو.أى هيأ نفسه أو أدوات الحرب.
(3) الحقر: الذلة كالحقرية بالضم والحقارة مثلثة والمحقرة والفعل كضرب وكرم.
[*]

[352]


عن معلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل قد نابذني من أذل عبدي المؤمن(1).
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ; وأبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، جميعا، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن حماد بن بشير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وما تقرب إلي عبد بشئ أحب إلي مما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى احبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته، وما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن، يكره الموت وأكره مساء ته(2).
8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما اسري بالنبي صلى الله عليه وآله قال: يا رب ما حال المؤمن عندك؟ قال: يا محمدمن أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وأنا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي وما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن وفاة المؤمن، يكره الموت وأكره مساء ته، وإن من عبادي المؤمنين من لايصلحه إلا الغنى ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك ; وإن من عبادي المؤمنين من لايصلحه إلا الفقر ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك وما يتقرب إلي عبد من عبادي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى احبه فإذا أحببته كنت إذا سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته و

___________________________________
(1) المنابذة: المعاداة جهارا.
(2) سيأتى شرحه في التذييل على الحديث الاتى.

[353]


إن سألني أعطيته(1).
9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من استذل مؤمنا واستحقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق(2).
10 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد أسرى ربي بي فأوحى إلي من وراء الحجاب(3) ما أوحى وشافهني [إلى] أن قال لي: يا محمد من أذل لي وليا فقد أرصدني بالمحاربة ومن حاربني حاربته، قلت: يا رب ومن وليك هذا؟ فقد علمت أن من حاربك حاربته، قال لي: ذاك من أخذت ميثاقة لك ولوصيك ولذريتكما بالولاية.

___________________________________
(1) " كنت سمعه الذى يسمع به الخ " إن العارف لما تخلى من شهواته وارادته وتجلى محبة الحق على عقله وروحه ومسامعه ومشاعره وفوض جميع اموره اليه وسلم ورضى بكل ماقضى ربه عليه يصير الرب سبحانه متصرفا في عقله وقلبه وقواه ويدبر اموره على مايحبه ويرضاه فيريد الاشياء بمشيئتة مولاه كما قال سبحانه مخاطبا لهم: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله " وكما ورد في تأويل هذه الاية في غوامض الاخبار عن معادن الحكم والاسرار والائمة الاخياروروى عن النبي صلى الله عليه وآله: قلب المؤمن بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وكذلك يتصرف ربه الاعلى منه في سائر الجوارح والقوى كما قال سبحانه مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وآله: " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " وقال تعالى: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " فلذلك صارت طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله فاتضح بذلك معنى وله تعالى: كنت سمعه وبصره و أنه به يسمع ويبصر.
فكذا سائر المشاعر تدرك بنوره وتنويره وسائر الجوارح تتحرك بتيسيره و تدبيره كما قال تعالى: " فسيسره لليسرى".
وقال المحقق الطوسى قدس الله روحه القدوسى: العارف إذا انقطع عن نفسه واتصل بالحق رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلقة بجميع المقدورات.
وكل علم مستغرقا في عمله الذى لا يعزب عنه شئ من الموجودات وكل ارادة مستغرقة في ارادته التى لايتأتى عنها شئ من الممكنات بل كل وجود وكل كمال وجود فهو صادر عنه فائض من لدنه فصار الحق حينئذ بصره الذى به يبصر وسمعه الذى به يسمع وقدرته التى بها يفعل وعلمه الذى به يعلم ووجوده الذى به يوجد فصار العارف حينئذ متخلفا باخلاق الله في لحقيقة. (آت).
(2) الشهرة: ظهور الشئ ووضوحه. يقال: شهره كمنعه وشهره واشتهره شهرة وتشهيرا واشتهارا.
(3) أى الحجاب المعنوى وهو إمكان العبد المانع لان يصل العبد إلى حقيقة الربوبية (آت).
[*]

[354]


11 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في عبدي المؤمن، إني احب لقاء ه فيكره الموت فأصرفه عند، وإنه ليدعوني في الامر فأستجيب له بما هو خيرله(1).

_____________________________
(1) " فأصرفه عنه " أى فأصرف الموت عنه بتأخير أجله، وقيل: أصرف كراهة الموت عنه باظهار اللطف والكرامة والبشارة بالجنة " فأستجيب له بما هو خير له " اى بفعل ماهو خير له من الذى طلبه، وانما سماه استجابة لانه يطلب الامر لزعمه أنه خير له فهو في الحقيقة يطلب الخير ويخطأ في تعيينه وفى الاخرة يعلم أن مااعطاه خير له مما طلبه (آت).