باب الهجرة

1 الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن الربيع، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، رفعه، قال في وصية المفضل: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراء‌ة واللعنة وربما استحق ذلك كلاهما، فقال له معتب: جعلني الله فداك هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال: لانه لايدعو أخاه إلى صلته ولا يتغامس له عن كلامه(1)، سمعت أبي يقول إذا تنازع اثنان فعاز أحدهما الآخر(2) فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخي أنا الظالم، حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه، فإن الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم.
2 " علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لاهجرة فوق ثلاث.
3 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة(3)، عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يصرم(4) ذوي قرابته ممن لا يعرف الحق؟ قال: لاينبغي له أن يصرمه.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمدبن محمد، عن علي بن حديد، عن عمه مرازم بن

___________________________________
(1) " يتغامس " في أكثر النسخ بالغين المعجمة والظاهر أنه بالمهمة كما في بعضها وفى القاموس تعامس: تغافل وعلى: تعامى على.
وبالمعجمة غمسه في الماء أى رمسه والغميس الليل المظلم (آت).
(2) " فعاز " بالزاى المشددة وفى القاموس عزه كمده: غلبه في المغازة. وفى بعض النسخ [فعال] أى جاز ومال عن الحق.
(3) في بعض النسخ [الحسين بن محمد بن سماعة].
(4) الصرم: القطع.
[*]

[345]


حكيم قال: كان عند أبي عبدالله عليه السلام رجل من أصحابنا يلقب شلقان(1) وكان قد صيره في نفقته وكان سيئ الخلق فهجره، فقال لي يوما: يا مرازم [و] تكلم عيسى؟(2) فقلت نعم، فقال: أصبت لاخير في المهاجرة.
5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط عن داود بن كثير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لايصطلحان إلا كاناخارجين من الاسلام(3) ولم يكن بينهما ولاية فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنة يوم الحساب.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الشيطان يغري بين المؤمنين مالم يرجع أحدهم عن دينه(4)، فإذا فعلوا ذلك استلقا على قفاه وتمدد(5)، ثم قال: فزت فرحم الله امرء ا ألف بين وليين لنا، يا معشر المؤمنين تألفوا وتعاطفوا.

___________________________________
(1) شلقان بفتح الشين وسكون اللام لقب لعيسى بن أبى منصور. والمراد بكونه عنده عليه السلام اى كان في بيته لاأنه كان حاضرا في المجلس، وكان قد صيره في نفقته أى تحمل عليه السلام نفقته وجعله في عياله. وقيل: وكل إليه نفقة العيال وجعله قيما عليها والاول أظهر (آت).
(2) الظاهرأن المنصوب في قوله: " هجره " راجع إلى مرازم وهو يقوم بكثير من خدمات أبي عبدالله عليه السلام وإرجاعه إلى أبى عبدالله عليه السلام وقراء‌ة " نكلم " على صيغة المتكلم مع الغير دون الخطاب محتمل لكنه بعيد (لح). وقال المجلسى (ره) " وتكلم " في بعض النسخ بدون العاطف وعلى تقديره فهو عطف على مقدر أى تواصل وتكلم ونحوهذا وهو استفهام على التقديرين على التقرير ويحتمل الامر على بعض الوجوه (آت).
(3) كأن الاستثناء من مقدر أى لم يفعلا ذلك إلا كانا خارجين وهذا النوع من الاستثناء شائع في الاخبار ويحتمل ان تكون " الا " هنا زائدة (آت).
(4) أغرى بينهم العداوة أى ألقاها. وفى بعض النسخ [عن ذنبه].
(5) التمدد: الاستراحة وإظهار الفراغ من العمل والراحة وقوله: " فزت " أى وصلت إلى مطلوبى (آت).
[*]

[346]


7 الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن محفوظ عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لايزال إبليس فرحاما اهتجر المسلمان، فاذا التقيا اصطكت ركبتاه(1) وتخلعت أوصاله ونادى ياويله، مالقي من الثبور(2).

_____________________________
(1) إصطكاك الركبتين: اظطرابهما وتأثير أحدهما على الاخر. والتخلع: التفكك و الاوصال: المفاصل أو مجتمع العظام.
(2) الثبور: بالضم: الهلاك.