باب الكذب

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن إسحاق ابن عمار، عن أبي النعمان قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا أبا النعمان لاتكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية، ولا تطلبن أن تكون رأسا فتكون ذنبا، ولا تستأكل الناس بنا فتفتقر، فإنك موقوف لا محالة ومسؤول، فإن صدقت صدقناك وإن كذبت كذبناك.
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول لولده: اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترى على الكبير، وأما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا.
3 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن

[339]


أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل جعل للشر أقفالا وجعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب، والكذب شر من الشراب(1).
4 عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الكذب هو خراب الايمان(2).
5 " الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد ; وعلي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله من الكبائر.
6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان الاحمر، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أول من يكذب الكذاب، الله عزوجل ثم الملكان اللذان معه، ثم هو يعلم أنه كاذب.
7 " علي بن الحكم، [عن أبان]، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الكذاب يهلك بالبينات ويهلك أتباعه بالشبهات(3).

___________________________________
(1) كأن المراد بالاقفال الامور المانعة من ارتكاب الشرور من العقل وما يتبعه ويستلزمه من الحياء من الله ومن الخلق والتفكر في قبحها وعقوباتها ومفاسدها الدنيوية والاخروية و الشراب يزيل العقل وبزوالها ترتفع جميع تلك الموانع فتفتح جميع الاقفال وكأن المراد بالكذب الذى هو شر من الشراب الكذب على الله وعلى حججه عليهم السلام وتحليل الاشربة المحرمة ثمرة من ثمرات هذاالكذب فان المخالفين بمثل ذلك حللوها وقد يقال: الشر في الثانى أيضا صفة مشبهة و " من " تعليلية والمعنى أن الكذب أيضا شر ينشأ من الشراب، لئلا ينافى ما يأتي في كتاب الاشربة " أن شرب الخمر أكبر الكبائر " (آت).
(2) قوله عليه السلا م: " خراب الايمان " أى هو سبب خراب الايمان وقد يقرء بتشديد الراء فهو جمع خارب وهو اللص.
في اللغة: خرب يخرب خرابة وخرابة وخروبا (بضم الخاء) و خروبا (بفتح الخاء) صار لصا فهو خارب، والجمع خراب.
(3) اريد بالكذاب في هذا الحديث إما مدعى الرئاسة بغير خق وسبب هلاكه بالبينات إفتاؤه بغير علم مع علمه بجهله وسبب هلاك اتباعه بالشبهات تجويزهم كونه عالما وعدم قطعهم بجهله فهم في شبهة من أمره أو من يضع الحديث ويبتدع في الدين (آت).

[340]


8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن آية الكذاب بأن يخبرك خبر السماء والارض والمشرق والمغرب فإذا سألته عن حرام الله وحلاله لم يكن عنده شئ(1).
9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الكذبة لتفطر الصائم، قلت: وأينا لايكون ذلك منه؟ ! قال: ليس حيث ذهبت إنما ذلك الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة صلوات الله عليه وعليهم.
10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: ذكر الحائك لابي عبدالله عليه السلام أنه ملعون(2) فقال: إنما ذاك الذي يحوك الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله.
11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن القاسم بن عروة عن عبدالحميد الطائي، عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لايجد عبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله وجده.
12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: الكذاب هو الذي يكذب في الشئ؟ قال: لا،

___________________________________
(1) ذلك لان العلم بحقائق الاشياء على ماهى عليه لاتحصل لاحد إلا بالتقوى ونهذيب السر عن رذائل الاخلاق، قال الله تعالى: " إتقوالله ويعلمكم الله " ولايحصل التقوى الا بالاقتصاد على الحلال والاجتناب عن الحرام ولا يتيسر ذلك الا بالعلم بالحلال والحرام فمن اخبر عن شئ من حقائق الاشياء ولم يكن عنده معرفة بالحلال فهو لامحالة كذاب يدعى ماليس عنده (في).
(2) قوله: " انه ملعون " بفتح الهمزة بدل اشتمال للحائك ويحتمل أن يكون الحديث عنده موضوعا ولم يمكنه اظهار ذلك تقية فذكر له تأويلا يوافق الحق ومثل ذلك الاخبار كثير يعرف ذلك من اطلع على أسرار أخبارهم عليهم السلام (آت).
[*]

[341]


مامن أحد إلا يكون ذلك منه ولكن المطبوع على الكذب(1).
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: من كثر كذبه ذهب بهاؤه.
14 عنه، عن عمر وبن عثمان، عن محمد بن سالم رفعه قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب مواخاة الكذاب، فإنه يكذب حتى يجيئ بالصدق فلا يصدق.
15 عنه، عن ابن فضال، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن مما أعان الله [به] على الكذابين النسيان(2).
16 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الكلام ثلاثة: صدق وكذب وإصلاح بين الناس قال: قيل له: جعلت فداك ما الاصلاح بين الناس؟ قال: تسمع من الرجل كلاما يبلغه فتخبث نفسه(3) فتلقاه فتقول: سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا، خلاف ما سمعت منه.
17 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إناقد روينا عن أبي جعفر عليه السلام في قول يوسف عليه السلام: " أيتها العير إنكم لسارقون "؟ فقال: والله ما سرقوا وما كذب:

___________________________________
(1) أى المجبول عليه بحيث صار عادة له ولا يتحرز عنه ولا يبالى به ولايندم عليه ومن لا يكون كذلك لا يصدق عليه الكذاب مطلقا أو المراد الذى يكتبه الله كذابا (آت).
(2) يعنى أن النسيان يصير سببا لفضيحتهم وذلك لانهم ربما قالوا شيئا فنسوا أنهم قالوه فيقولون خلاف ماقالوه أو لا فيفتضحون (في).
(3) " من الرجل " أى فيه فان حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض والخبث خلاف الطيبة والمراد من الحديث أن الكذب في الاصلاح بين الناس جائز وانه ليس بكذب محرم ولا صدق بل هو قسم ثالت من الكلام (في).
[*]

[342]


وقال إبراهيم عليه السلام: " بل فعله كبير هم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون "؟ فقال: والله ما فعلوا وما كذب " قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام: ما عندكم فيها يا صيقل؟ قال: فقلت: ما عندنا فيها إلا التسليم، قال: فقال: إن الله أحب اثنين وأبغض اثنين أحب الخطر فيما بين الصفين وأحب الكذب في الاصلاح وأبغض الخطر في الطرقات(1) وأبغض الكذب في غير الاصلاح، إن إبراهيم عليه السلام إنما قال: " بل فعله كبير هم هذا " إرادة الاصلاح ودلالة على أنهم لايفعلون، وقال يوسف عليه السلام إرادة الاصلاح.
18 عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي مخلد السراج، عن عيسى بن حسان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوما إلا [كذبا] في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، أورجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا، يريد بذلك الاصلاح ما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئا وهو لايريد أن يتم لهم.
19 عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن مغيرة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المصلح ليس بكذاب.
20 " محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي، عن محمد بن مالك.
عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: حد ثني أبوعبدالله عليه السلام بحديث، فقلت له: جعلت فداك أليس زعمت لي الساعة كذا وكذا؟ فقال: لا، فعظم ذلك علي، فقلت: بلى والله زعمت، فقال: لاو الله ما زعمته، قال: فعظم علي فقلت: جعلت: فداك بلى والله قد قلته، قال: نعم قد قلته أما علمت أن كل زعم في القرآن كذب(2).

___________________________________
(1) الخطر بالمعجمة ثم المهملتين: التبختر في المشى.
(2) الزعم مثلثة: القول الحق والباطل وأكثر ما يقال فيما يشك فيه، لما عبر عبدالاعلى عما قال له الامام عليه السلام بالزعم أنكر، ثم لما عبر عنه بالقول صدقه، ثم ذكر أن الوجه في ذلك أن كل زعم جاء في القرآن جاء في الكذب (في).

[343]


21 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن ابي إسحاق الخراساني قال(1): كان أميرالمومنين صلوات الله عليه يقول: إياكم والكذب فإن كل راج طالب كل خائف هارب.
22 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحجال، عن ثعلبة، عن معمر بن عمرو، عن عطاء، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا كذب على مصلح، ثم تلا " أيتها العير إنكم لسارقون " ثم قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا " بل فعله كبير هم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون " ثم قال والله ما فعلوه وما كذب.

_____________________________
(1) إما إرسال أو إضمار بأن يكون ضمير قال راجعا إلى الصادق أو الرضا عليهما السلام.