باب القسوة

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عيسى رفعه، قال: فيما ناجى الله عزوجل به موسى عليه السلام: يا موسى لاتطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب مني بعيد.

[330]


2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل بن دبيس(1) عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا خلق الله العبد في اصل الخلقة كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر والجبرية(2) فقسا قلبه وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله ستره وركب المحارم فلم ينزع عنها، ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ووثب على الناس، لا يشبع من الخصومات، فاسألوا الله العافية واطلبوها منه.
3 " علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لمتان: لمة من الشيطان ولمة من الملك، فلمة الملك: الرقة والفهم ولمة الشيطان السهو والقسوة(3).

___________________________________
(1) في بعض النسخ [إسماعيل بن خنيس].
(2) قوله: " في اصل الخلق كافرا " قيل: قوله: " كافرا " حال عن العبد فلا يلزم أن يكون كفره مخلوقا لله تعالى.
أقول: كانه على المجازفانه تعالى لما خلقه عالما بانه سيكفر فكانه خلقه كافرا، أو الخلق بمعنى التقدير والمعاصى يتعلق بها التقدير ببعض المعانى وكذا تحبيب الشر إليه مجاز فانه لما سلب عنه التوفيق لسوء أعماله وخلى بينه وبين نفسه وبين الشيطان فاحب الشر فكأن الله حببه إليه كما قال: سبحانه: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " وإن كان الظاهر أن الخطاب لخلص المؤمنين.
" فيقرب منه " أى العبد من الشر أو الشر من العبد وعلى التقديرين كانه كناية عن ارتكابه (آت).
(3) قوله: " لمتان لمة من الشيطان الخ " اللمة من الشيطان أو الملك مستهما وهو مايلقيان في قلب الانسان من دعوة الشر أو الخير.
وقوله عليه السلام: " الرقة والفهم وقوله السهو والغفلة " من قبيل بيان المصداق والاصل في ذلك قوله تعالى " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم * يؤت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا الاية " والمقابلة بين الوعدين يدل على أن أحدهما من الملك والاخر من الشيطان (الطباطبائى) [*]