باب البذاء(2)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [إن] من علامات شرك الشيطان الذي لا يشك فيه أن يكون فحاشا، لايبالي ما قال ولا ما قيل فيه.
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم الرجل لايبالي ما قال ولاما قيل له فإنه لغية أوشرك شيطان(3).
3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ، قليل الحياء، لايبالي ما قال ولا ماقيل له(4) فانك إن فتشته لم تجده إلا لغية أوشرك شيطان(5) فقيل: يا رسول الله

___________________________________
(2) البذاء بالمد: الفحش.
(3) " لغية " اللام للملكية المجازية وهى بكسر المعجمة وفتحها وتشديد الياء المفتوحة: الضلال.
يقال: إنه ولدغية اى ولدزنى والغيى كالغنى: الدنى الساقط عن الاعتبار.
(4) قوله: " حرم الجنة " قال شيخنا البهائى روح الله روحه: لعله عليه السلام أراد أنها محرمة عليهم زمانا طويلا لا محرمة تحريما مؤبدا اوالمراد جنة خاصة معدة لغير الفحاش والا فظاهره مشكل، فان العصاة من هذه الامة مآلهم إلى الجنة وإن طال مكثهم في النار.
" بذئ " بالباء التحتانية الموحدة المفتوحة والذال المعجمة المكسورة بعدها همزة من البذاء بالفتح والمد بمعنى الفحش (آت).
(5) معنى مشاركة الشيطان للانسان في الاموال حمله إياه على تحصيلها من الحرام وإنفاقها فيما لا يجوز وعلى مالايجوز من الاسراف والتقتير والبخل والتبذير ومشاركته له في الاولاد ادخاله معه في النكاح إذا لم يسم الله والنطفة واحدة كما جاء ذكره في كتاب النكاح (في).
[*]

[324]


وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما تقر أقول الله عزوجل: " وشاركهم في الاموال والاولاد.
قال: وسأل رجل فقيها(1) هل في الناس من لايبالي ما قيل له؟ قال: من تعرض للناس يشتمهم وهو يعلم أنهم لا يتر كونه، فذلك الذي لايبالي ما قال ولا ما قيل فيه.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة يرفعه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
5 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النظر، عن عمرو بن نعمان الجعفي قال: كان لابي عبدالله عليه السلام صديق لايكاد يفارقه إذا ذهب ماكان، فبينما هو يمشي معه في الحذائين(2) ومعه غلام له سندي يمشي خلفهما إذا التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره فلمانظر في الرابعة قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبوعبدالله عليه السلام يده فصك بها جبهة نفسه، ثم قال: سبحان الله تقذف امه قد كنت أرى أن لك ورعا فإذا ليس لك ورع، فقال: جعلت فداك إن امه سندية مشركة، فقال: أما علمت أن لكل امة نكاحا، تنح عني، قال: فما رأيته يمشي معه حتى فرق الموت بينهما.
وفي رواية اخرى: إن لكل امة نكاحا تحتجزون به من الزنا.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الفحش لوكان مثالا لكان مثال سوء(3).
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه غلاما ثلاث سنين فلما رأى أن الله لايجيبه قال: يا رب أبعيد أنا منك فلا تسمعني أم قريب أنت مني

___________________________________
(1) من كلام الراوى والمراد أحد الائمة (ع).
(2) الحذاء: النعل والحذاء صانعها.
(3) بالفتح اى مثال يسوء الانسان رؤيته (آت).
[*]

[325]


فلا تجيبني قال: فأتاه آت في منامه فقال: إنك تدعوالله عزوجل منذ ثلاث سنين بلسان بذئ وقلب عات غير تقي(1) ونية غير صادقة، فاقلع عن بذائك وليتق الله قلبك و لتحسن نيتك، قال: ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله فولدله غلام.
8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن من شرعباد الله(2) من تكره مجالسته لفحشه.
9 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب عن أبي عبيدة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: البذاء من الجفاء والجفاء في النار.
10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن الفحش والبذاء والسلاطة(3) من النفاق.
11 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله يبغض الفاحش البذئ والسائل الملحف(4).
12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعائشه: يا عائشة إن الفحش لوكان ممثلا لكان مثال سوء.
13 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن بعض رجاله قال:

___________________________________
(1) العاتى: الجبار.
(2) في بعض النسخ [شرار عباد الله].
(3) السلاطة شدة اللسان (في).
(4) يقال: ألحف في المسألة إلحافا إذا ألح فيها ولزمها.
وهو موجب لبغض الرب حيث اعرض عن الغنى الكريم وسأل الفقير اللئيم.
وأنشد بعضهم: الله يبغض ان تركت سؤاله * وبنو آدم حين يسأل يغضب [*]

[326]


قال(1) من فحش على أخيه المسلم نزع الله منه بركة رزقه ووكله إلى نفسه وأفسد عليه معيشته.
14 عنه، عن معلى، عن أحمد بن غسان، عن سماعة قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي مبتدئا: يا سماعة ما هذاالذي كان بينك وبين جمالك؟ ! إياك أن تكون فحاشا أوصخابا أو لعانا(2)، فقلت: والله لقد كان ذلك إنه ظلمني، فقال: إن كان ظلمك لقدأربيت عليه(3) إن هذا ليس من فعالي ولاآمر به شيعتي، استغفر ربك ولاتعد، قلت: أستغفرالله، ولاأعود.

_____________________________
(1) المعصوم المروى عنه غير معلوم فان كان الصادق عليه السلام فالارسال بازيد من واحد وأحمد كأنه البزنطى وما زعم انه ابن عيسى بعيد كما لا يخفى على المتدرب فيمكن الارسال بواحد.
وقوله: " ومن فحش " ككرم وربمايقرء على بناء التفعيل ومن جملة أسباب إفساد المعيشة نفرة الناس عنه وعن معاملته (آت).
(2) الصخاب بالصاد والسين: الشديد الصوت.
(3) أربيت إذا اخذت أكثرمما أعطيت.