باب الغضب

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل العسل(4).
2 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن ميسر قال: ذكر الغضب عند أبي جعفر عليه السلام فقال: إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت.

___________________________________
(4) اى يذهب حلاوته وخاصيته وصار المجموع شيئا آخر.
[*]

[303]


3 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود بن فرقد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله: رجل بدوي فقال: إني أسكن البادية فعلمني جوامع الكلام فقال: آمرك أن لاتغضب، فأعاد عليه الاعرابي المسألة ثلاث مرات حتى رجع الرجل إلى نفسه، فقال: لا أسأل عن شئ بعد هذا، ما أمرني رسول الله صليه الله عليه وآله إلا بالخير.
قال: وكان أبي يقول: أي شئ أشد من الغضب، إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة 5 عنه، عن ابن فضال، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن عبدالاعلى قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: علمني عظة أتعظ بها، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه رجل فقال له: يا رسول الله علمني عظة أتعظ بها، فقال له: انطلق ولا تغضب، ثم أعاد إليه فقال له: انطلق ولا تغضب ثلاث مرات ".
6 عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميره، عمن سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول: من كف غضبه ستر الله عورته(1).
7 عنه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عزوجل به موسى عليه السلام: يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي.
8 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد، عن يحيى ابن عمرو، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أوحى الله عزوجل إلى بعض أنبيائه: يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق(2)

___________________________________
(1) ذلك لان عند الغضب تبدو المساوى وتظهر العيوب (في).
(2) محقه كمنعه: أبطله ومحاه كمحقه فتمحق.
[*]

[304]


وارض بي منتصرافإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك(1).
9 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله مثله، وزادفيه وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن إسحاق ابن عمار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن في التوراة مكتوبا: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
11 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعلي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله: يا رسول الله علمني قال: اذهب ولا تغضب، فقال الرجل: قداكتفيت بذاك، فمضى إلى أهله فاذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا السلاح، فلما رأى ذلك لبس سلاحه، ثم قام معهم ثم ذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تغضب " فرمى السلاح، ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه، فقال: يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا او فيكموه(2) فقال القوم: فما كمان فهولكم، نحن أولى بذلك منكم، قال: فاصطلح القوم وذهب الغضب.
12 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن محبوب عن ابن رئاب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هذاالغضب

___________________________________
(1) في النهاية الانتشار: الانتقام ولما كان الفرض من امضاء الغضب غالبا هو الانتقام من الظالم رغب سبحانه في تركه بأنى منتقم من الظالم لك وانتقامى خير من انتقامك (آت).
(2) " ليس فيه أثر " أى علامة جراحة لتصح مقابلته للجراحة، والاثر بالتحريك: بقية الشئ وعلامته بالضم وبضمتين اثر الجراحة يبقى بعد البرء. والايفاء والتوفية: اعطاء الحق تاما (آت).

[305]


جمرة من الشيطان(1) توقد في قلب ابن آدم(2) وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحد كم ذلك من نفسه فليلزم الارض، فإن رجزا لشيطان ليذهب عنه عند ذلك.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه، رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: الغضب ممحقة لقلب الحكيم(3)، وقال: من لم يملك غضبه لم يملك عقله، 14 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة(4) ومن كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة.
15 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة.

___________________________________
(1) الجمرة القطعة الملتهبة من النار، شبه به الغضب في الاحراق والاهلاك.
(2) في بعض النسخ [جوف ابن آدم].
(3) الممحقة بكسر الميم اسم آلة للمحق وهو الابطال وذلك لان ثوران نار الغضب وانبعاث دخانه في ساحة القلب وغليان الرطوبات القلبية يوجب محق نور القلب ويصيره مظلما بحيث لايدرك شيئا من الحق وعند ذلك يستولى عليه الشيطان ويحمله على أن يفعل مايفعل.
وإنما خص قلب الحكيم بالذكر لان المحق الذى هو ازالة النور انما يتعلق بقلب له نور وقلب غير حكيم مظلم ليس له نور (لح).
(4) " من كف نفسه عن أعراض الناس " أى عن هتك عرهم بالغيبة والبهتان والشتم وكشف عيوبهم وأمثال ذلك " أقال الله نفسه يوم القيامة " يقال: أقاله أى وافقه على نقض البيع وسامحه ومنه " أقال الله عثرته يوم القيامة " ولما كان نفس الانسان مرهونة بعملها كما قال الله سبحانه: " كل نفس بما كسبت رهينة " و " كل امرئ بماكسب رهين " وكما قال رسول الله صلى الله عليه واله: " ألا إن انفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم " فمن كف نفسه عن أعراض الناس كأنه يريد أن يفك نفسه عن العقوبة والله تعالى أقالها اى يحكم له بما يريد.
[*]