باب الذنوب(3)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام يقول: ما من شئ أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله(4).
2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله ابن مسكان، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فما أصبرهم

___________________________________
(3) اى غوائلها وتباتعها وآثارها.
(4) يعنى ما تزال تفعل تلك الخطيئة بالقلب وتؤثر فيه بحلاوتها حتى تجعل وجهه الذى إلى جانب الحق والاخرة إلى جانب الباطل والدنيا (في).
[*]

[269]


على النار(1) " فقال: ما أصبر هم على فعل ما يعلمون(2) أنه يصيرهم إلى النار.
3 عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ; وذلك قول الله عزوجل في كتابه: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير(3) " قال: ثم قال: وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.
4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من نكبة يصيب العبد إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر.
5 علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا تبدين عن واضحه(4) وقد عملت الاعمال الفاضحة، ولا يأمن البيات من عمل السيئات(5).
6 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي اسامة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل(6) و النهار، قال: قلت له: وما سطوات الله؟ قال: الاخذ على المعاصي.
7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن سليمان الجعفري

___________________________________
(1) الاية في سورة البقرة هكذا: " ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار " قال البيضاوى تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النارمن غير مبالاة.
(2) في بعض النسخ [مايعملون].
(3) الشورى: 30.
(4) الابداء: الاظهار وتعديته بعن لتضمين معنى الكشف وفى القاموس والمصباح الواضحة: الاسنان تبدو عند لضحك وفى القاموس فضحه كمنعه: كشف مساويه أى لا تضحك ضحكا يبدوبه اسنانك ويكشف عن سرور قلبك (آت).
(5) المراد بالبيات نزول الحوادث عليه ليلا، أو غفلة وان كان بالنهار.
(6) السطوات: الشدائد.وساطاه: شدد عليه.وفى المصباح هو الاخذ بالشدة.
[*]

[270]


عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الذنوب كلها شديدة و أشدها ما نبت عليه اللحم والدم، لانه إما مرحوم وإمامعذب والجنة لايدخلها إلا طيب(1).
8 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوي(2) عنه الرزق.
9 علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن مختار، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم، ملعون ملعون من كمه أعمى(3)، ملعون ملعون من نكح بهيمة.
10 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: اتقوا المحقرات من الذنوب، فإن لها طالبا، يقول أحدكم: أذنب وأستغفر، إن الله عزوجل يقول: " سنكتب ما

___________________________________
(1) لعل المراد بالمرحوم من كفرت ذنوبه بالتوبة والبلايا والعفو وبالمعذب من لم يكفر ذنوبه بأحد هذه الوجوه المذكورة (لح).
(2) اى يقبض اويصرف وينحى عنه اى قديكون تقتير الرزق بسبب الذنب عقوبة او لتكفير ذنبه وليس هذا كليا بل بالنسبة إلى غير المستدرجين فان كثيرا من أصحاب الكبائر يوسع عليهم في رزقهم (آت).
(3) هذا الكلام يحتمل وجوها أحدها أن يكون بالتشديد بمعنى: من قال له ياأعمى وياأكمه ونحوذلك.والكمه: العمى.
الثانى أن يكون المراد من أضله عن الطريق ولم يهده إليه أو من أعماه عن الحق أو من زاده عمى عن الحق إذا كان جاهلا أو ضالا، ففى القاموس الكامه من يركب رأسه لا يدرى أين يتوجه كالمتكمه.
الثالث أن يكون مخففا والمعنى من ركب عمى، كناية عمن لم يسلك الطريق الواضح والله أعلم.
وقال الصدوق في كتاب معانى الاخبار بعد نقل الحديث: قال مصنف هذا الكتاب: معنى قوله: من كمه اعمى يعنى من ارشد متحيرا في دينه إلى الكفر وقرره في نفسه حتى اعتقده وقوله: " ملعون ملعون من عبدالدينار والدرهم " يعنى به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمساواة إخوانه، فيكون قد آثر عبادة الدينار والدرهم على عبادة الله وأما نكاح البهيمة فمعلوم.
[*]

[271]


قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين(1) " ; وقال عزوجل: " إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير(2) ".
11 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن سليمان بن طريف، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الذنب يحرم العبد الرزق.
12 محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيدرء(3) عنه الرزق وتلاهذه الآية: " إذ أقسموا ليصر منها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون(4) ".
13 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا.
14 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد يسال الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطئ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى: للملك لا تقض حاجته واحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني.

___________________________________
(1) يس: 12 والاية هكذا: " انا نحن نحيى الموتى ونكتب ما ماقدموا..الخ " وكأنه من النساخ أو الرواة.
(2) لقمان: 16.
(3) درأه كجعله درء ا: دفعه والدرء: الدفع.
(4) الاية نزلت في قوم كانت لابيهم جنة فكان يأخذ منهاقوت سنته ويتصدق الباقى، فلما مات قال بنوه: إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الامر فحلفوا أن يقطعوها وقد بقى من الليل ظلمة داخلين في الصبح منكرين، ولم يستثنوا في يمينهم أى لم يقولوا: إن شاء الله، فطاف عليها بلاء أو هلاك " طائف " أى محيط بها وهذا كقوله سبحانه " واحيط بثمره " قيل: احرقت جنتهم فاسودت وقيل: يبست خضرتها ولم يبقى منها شئ.والايات في سورة القلم.
[*]

[272]


15 ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: إنه مامن سنة أقل مطرا من سنة ولكن الله يضعه حيث يشاء، إن الله عزوجل إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار(1) والجبال وإن الله ليعذب الجعل في جحرها(2) بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلها بخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل في مسلك سوى محلة أهل المعاصي.
قال: ثم قال أبوجعفر عليه السلام فاعتبروا يا اولي الابصار.
16 أبو علي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ابن بكير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم.
17 عنه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من هم بسيئة فلا يعملها(3) فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبدا.
18 الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن عمرو بن عثمان، عن رجل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها(4).
19 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله عليه السلام: إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام وإنه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن(5).

___________________________________
(1) الفيافى: البرارى الواسعة جمع فيفاء.والفيف.المكان المستوى او المفازة لاماء فيها.
(2) الجعل كصرد: دويبة.
(3) " فلا يعلمها " نهى.
(4) " أضحاها " أى أظهرها.كناية عن تخريبها وهدمها.
(5) فيه دلالة على أن الذنب يمنع دخول الجنة في تلك المدة ولا دلالة على انه في تلك المدة في النار (آت).
اصول الكافي 17 [*]

[273]


20 أبوعلي الاشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: [قال:] ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب(1) زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا [ت‍] غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرأبدا وهو قول الله عزوجل: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون(2) ".
21 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تبدين عن واضحة(3) وقد عملت الاعمال الفاضحة، ولاتأمن البيات، وقد عملت السيئات(4).
22 محمد بن يحيى وأبوعلي الاشعري، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن أبي عمر المدائني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: كان أبي عليه السلام يقول: إن الله قضى قضاء حتما ألا ينعم(5) على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة.

___________________________________
(1) تمادى فلان في غيه: إذا لج ودام على فعله
(2) المطففين 14 والرين: الطبع وتحيق الكلام في هذا المقام هو أن عمل عملا صالحا اثر في نفسه ضياء وبازدياد العمل يزداد الضياء والصفاء حتى تصير كمرآة مجلوة صافية ومن أذنب ذنبا أثر ذلك أيضا وأورث لها كدورة فان تحقق عنده قبحه وتاب عنه زال الاثر وصارت النفس مصقولة صافية وان أصر عليه زاد الاثر الميشوم وفشا في النفس وقعد عن الاعتراف بالتقصير والرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار والانقلاع من المعاصى: ولا محل لشئ من ذلك إلى هذا القلب المظلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
(3) الواضحة: الضاحكة التى تبدوا عند الضحك.
(4) قد مر مضمونه، وتبييت العدو هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة.
(5) قوله: " الاينعم " في بعض النسخ [لا ينعم] فهو استيناف بيانى وقوله عليه السلام: " فيسلبها " معطوف على النفى لاعلى المنفى والمشار إليه في قوله: " بذلك " اما مصدر يحدث أو الذنب والمآل واحد.
وفيه تلميح إلى قوله سبحانه: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم " (آت).
[*]

[274]


23 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم..الآية " فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة.
وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفهسم، فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم وأذهب أموالهم، وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل، وشئ من سدر قليل، ثم قال: " ذلك جزينا هم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور(1) ".
4 2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سماعة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب.
25 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الله عزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا [ا] ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيهاسراء فتحو لو اعما احب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحو لوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت

___________________________________
(1) الآيات في سورة سبأ هكذا " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروله بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جننتين ذواتى أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور * و جعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروافيها ليالى وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ان في ذلك لايات لكل صبار شكور " فكفروا نعم الله عزوجل حيث قالوا: ربنا باعد بين أسفارنا، بطروا النعمة وملوا العافية وطلبوا الكد والتعب أوشكوا بعد سفرهم إفراطا منهم في الترفية وعدم الاعتداء بما انعم الله عليهم على اختلاف القراء تين " سيل العرم " سيل الامر العرم اى الصعب او المطر الشديد او الجرد أضاف إليه السيل لانه نقب عليهم سدا حقن به الماء او الحجارة المركومة التى عقد به السد فيكون جمع عرمة وقيل: اسم وادجاء السيل من قبله.
" خمط " مر بشع.والاثل يشبه الطرفاء.
[*]

[275]


لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لايتعاظم عندي ذنب أغفره وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي ولا يستخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي، لايقوم لها شئ من خلقي.
26 علي بن إبراهيم الهاشمي، عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله(1) عن سليمان الجعفري، عن الرضا عليه السلام قال: أوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء: إذا اطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي نهاية وإذا عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الورى(2).
27 محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله عليه السلام [أنه] قال: إن أحد كم ليكثر به الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوافيها.
28 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب، ولا خوف أشد من الموت ; وكفى بما سلف تفكرا، وكفى بالموت واعظا.
29 أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن العباس بن هلال الشامي مولى لابي الحسن موسى عليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

___________________________________
(1) على بن ابراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام ثقة صحيح الحديث خرج مع أبى الحسن الرضا عليه السلام إلى خراسان له كتاب الفخ وكتاب اخبار يحيى بن عبدالله بن الحسن روى عنه ابوالفرج في مقاتل الطالبيين.
(2) الورى ولد الولد ويمكن أن يكون المراد به الاثار الدنيوية كالفقر والفاقة والبلايا والامراض والحبس.
المظلومية كما نشاهد اكثر ذلك في اولاد الظلمة وذلك عقوبة لابائهم فان الناس يرتدعون عن الظلم بذلك لحبهم لاولادهم ويعوض الله الاولاد في الاخرة كما قال تعالى: " وليخش الذين لو تركوامن بعدهم ذرية ضعافا خافوا عليهم الاية " وهذا جائز على مذهب العدلية بناء على أنه يمكن ايلام شخص لمصلحة الغير من التعويض باكثر منه بحيث يرضى من وصل إليه الالم مع أن هذه الامور مصالح للاولاد أيضا فان اولاد المترفين بالنعم إذا كانوا مثل آبائهم يصير ذلك سببا لبغيهم وطغيانهم أكثر من غيرهم (آت).
[*]

[276]


30 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عباد بن صهيب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يقول الله عز وجل: إذا عصاني من عرفني سلطت عليه من لايعرفني.
31 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن ابن عرفة عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن لله عزوجل في كل يوم وليلة مناديا ينادي: مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع، وصبية رضع، وشيوخ ركع، لصب عليكم العذاب صبا، ترضون به رضا(1).

_____________________________
(1) الرتع والركع والرضع بالضم والتشديد في الجميع.جمع راتع وراضع وراكع ورتع أكل وشرب ماشاء في خصب وسعة.ورضع أمه كسمع وضرب فهو راضع.وركع: انحنى كبرا.كمنع.والصبي: الغلام والجمع صبية وصبيان.وهو من الواو.وفى النهاية الرض: الدق الجريش ومنه الحديث لصب عليكم العذاب صبا ثم لرض رضا هكذا جاء في رواية والصحيح بالصاد المهملة وقال في المهملة: فيه تراصوافى الصفوف أى تلاصقوا حتى لايكون بينكم فرج وأصله تراصصوا من رص البناء يرصه رصا إذا لصق بعضه ببعضه فادغم.
ومنه الحديث لصب عليكم العذاب صبا و لرص رصا انتهى ولايخفى أن روايتنا أبلغ وأظهر والظاهرأن المراد بالعذاب الدنيوى وكفى بنا عجزا وذلا بسوء فعالنا أن يرحمنا ربنا الكريم ببركة بهائمنا واطفالنا (آت).