باب أن للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من قلب إلاوله اذنان، على إحداهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان

[267]


مفتن، هذايأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول الله عزوجل: " عن اليمين وعن الشمال * قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد(1) ".
2 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن للقلب اذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الايمان: لاتفعل ; وقال له الشيطان: افعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الايمان(3)
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا ولقلبه اذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، واذن ينفث فيهاالملك، فيؤيدالله المؤمن بالملك، فذلك قوله: " وأيدهم بروح منه "(4).

_____________________________
(1) قال الفيض (ره) المستفاد من هذا الحديث أن صاحب الشمال شيطان والمشهور انهما جميعا ملكان كما ياتى في باب الهم بالسيئة أو الحسنة إلا أن يقال: إن المرشد والمفتتن غير الكاتبين الرقيبين وأماما أفاده العلامة الطباطبائى مد ظله فهو أن غاية ما تدل عليه أن مع الانسان من يراقبه ويحفظ عليه أقواله، وأن هذا الرقيب قاعد عن يمين الانسان وشماله فهو أكثر من واحد وأما أنه من هو وهل هو ملك أو شيطان فلا دلالة فيها على ذلك ولذا صح أن ينطبق على ما في بعض الاخبار من أنه شيطان وملك كما في هذا الخبر وعلى ما في آخر أنهما ملكان كاتبان للحسنات والسيئات. والآية في السورة ق آية 18.
(2) للنفس طريق إلى الخير وطريق إلى الشر وللخير مشقة حاضرة زائلة ولذة غائبة دائمة وللشر لذة حاضرة فانية ومشقة غائبة باقية والنفس يطلب اللذة ويهرب عن المشقة فهو دائما متردد بين الخير والشر فروح الايمان يامره، بالخير وينهاه عن الشر والشيطان بالعكس.
(3) البارز في بطنها يعود إلى المزنى بها كما وقع التصريح به في الاخبار الاتية (في).
(4) المجادلة: 22.
وقوله: " الوسواس الخناس " قال البيضاوي: " من شر الوسواس " أى الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة واما المصدر فبالكسر كالزلزال والمراد به الوسواس، سمى به مبالغة و " الخناس ": الذى عادته ان يخنس أى يتاخر إذا ذكر الانسان ربه " الذى يوسوس في صدور الناس " إذا غفلواعن ذكرربهم وذلك كالقوة الهمية فانها تساعد العقل في المقدمات فاذا آل الامر إلى النتيجة خنست واخذت توسوسه وتشككه (آت).