باب ما أخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيماابتلى به(2)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن داود ابن فرقد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لاتصدق مقالته ولا ينتصف من عدوه(3) وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لان كل مؤمن ملجم(4).
2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; ومحمدبن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع، أيسرها عليه(5) مؤمن يقول بقوله(6) يحسده، أو منافق يقفو أثره، أوشيطان يغويه، أو كافر يرى جهاده، فما بقاء المؤمن بعد هذا.
3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث(7) ولربما اجتمعت الثلاث عليه، إما بغض من يكون معه في الدار، يغلق عليه بابه

___________________________________
(2) أى مايلحقه من الهم والغم فيما ابتلى به من الامور الاربعة المذكورة في الاخبار أو على مايلحقه من معاشرة الخلق (آت).
(3) الانتصاف: الانتقام.
(4) أى ليس بمطلق العنان، خليع العذار، يقول مايشاء ويفعل مايريد.
(5) في بعض النسخ [أشدها].
(6) أى يدين بدينه.
(7) " ما أفلت المؤمن " أى ما تخلص وما هرب.
[*]

[250]


يؤذيه، أو جار يؤذيه، أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه ; ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث الله عزوجل إليه شيطانا يؤذيه ويجعل الله له من إيمانه انسا لا يستوحش معه إلى أحد(1).
4 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود ابن سرحان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: أربع لا يخلو منهن المؤمن أو واحدة منهن، مؤمن يحسده وهو أشد هن عليه، ومنافق يقفو أثره، أوعدو يجاهده أوشيطان يغويه.
5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل جعل وليه في الدنيا غرضا لعدوه(2).
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فشكاإليه رجل الحاجة فقال له: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، قال: ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ فقال: أصلحك الله ضيق منتن وأهله بأسوء حال، قال: فإنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سعة، أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن.
7 عنه(3) عن محمد بن علي، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الدنيا سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير.

___________________________________
(1) ذكروا لتسليط الشياطين والكفرة على المؤمنين وجوها من الحكمة، الاول: أنه كفارة لذنوبه.
الثانى: انه لاختبار صبره وادراجه في الصابرين.
الثالث: أنه لتزهيده في الدنيا لئلا يفتتن بها ويطمئن إليها فيشق عليه الخروج منها.
الرابع: توسله إلى الحق سبحانه في الضراء وسلوكه مسلك الدعاة لدفع مايصيبه من البلايا فيرتفع بذلك درجته.
الخامس: وحشته عن المخلوقين وانسه برب العالمين راجع مرآة العقول ج 2 ص 222.
(2) الغرض بالتحريك: هدف يرمى فيه، أى جعل محبه في الدنيا هدفا لسهام عداوة عدوه وحيله وشروره (آت).
(3) ضمير " عنه " راجع إلى البرقى.
ومحمد بن على هو أبوسمينة (آت).
[*]

[251]


8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المؤمن مكفر(1).
وفي رواية اخرى: وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينشر في الناس والكافر مشكور.
9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وقد وكل الله به أربعة: شيطانا يغويه يريد أن يضله، وكافر ايغتاله(2)، ومؤمنا يحسده، وهو أشد هم عليه، ومنافقا يتتبع عثراته.
10 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به(3).
11 سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ماكان ولا يكون وليس بكائن مؤمن إلا وله جار يؤذيه ; ولوأن مؤمنا في جزيرة من جزائر البحر لا بتعث الله له من يؤذيه.
12 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما كان فيما مضى ولا فيما بقي ولا فيما أنتم فيه مؤمن إلا وله جار يؤذيه.

___________________________________
(1) على بناء المفعول من التفعيل أى المجحود النعمة مع احسانه وهو ضد للمشكور أى لا يشكر الناس معروفه.
روى الصدوق في العلل باسناده عن الحسين بن جعفر عن ابيه، عن جده على بن الحسين عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله مكفرا، لا يشكر معروفه ولقد كان معروفه على القرشى والعربى والعجمى.
ومن كان أعظم معروفا من رسول الله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون، لا يشكر معروفنا وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم.
(2) في بعض النسخ [يقاتله].
(3) " خلى " من التخلية ضمن معنى الاستيلاء فعدى بعلى.
يعنى يخلى بين الشياطين المشتغلين به أيام حياته وبين جيرانه بعد مماته، وربيعة ومضر قبيلتان صارتا مثلا في الكثرة (في).
[*]

[252]


13 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما كان ولا يكون إلى أن تقوم الساعة مؤمن إلا وله جار يؤذيه.