باب ان الائمة ورثوا علم النبي وجميع الانبياء والاوصياء الذين من قبلهم

1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالعزيز بن المهتدي، عن عبدالله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه السلام: أما بعد، فان محمدا صلى الله عليه وآله كان أمين الله في خلقه فلما قبض صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت ورثته، فنحن امناء الله في أرضه(1)، عندنا علم البلايا والمنايا، وأنساب العرب(2)، ومولد الاسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان، وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الاسلام غيرنا

___________________________________

(1) اى على علومه واحكامه ومعارفه.

(2) لعل التخصيص بهم لكونهم اشرف او لكونهم في ذلك اهم وقد كان فيهم اولاد الحرام عادوا الائمة عليهم السلام ونصبو لهم الحرب وقتلوهم، ومولد الاسلام اى يعلمون كل من يولد هل يموت على الاسلام او على الكفر، وقيل موضع تولده ومحل ظهوره ؛(آت).

[*]

[224]

وغيرهم، نحن النجباء النجاة، ونحن أفراط الانبياء(1) ونحن أبناء الاوصياء، ونحن المخصوصون كتاب الله عزوجل، ونحن أولى الناس بكتاب الله، ونحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: " شرع لكم (يا آل محمد) من الدين ما وصى به نوحا (قد وصانا بما وصى به نوحا) والذي أوحينا إليك (يا محمد) وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى (فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة اولي العزم من الرسل) أن أقيموا الدين (يا آل محمد) ولا تتفرقوا فيه (وكونوا على جماعة) كبر على المشركين (من أشرك بولاية علي) ما تدعوهم إليه (من ولاية علي) إن الله (يا محمد) يهدي إليه من ينيب(2) " من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام.

2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن أول وصي كان على وجه الارض هبة الله بن آدم وما من نبى مضى إلا وله وصي وكان جميع الانبياء مائة ألف نبي وعشرين ألف نبي، منهم خمسة اولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام وإن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد، وورث علم الاوصياء، وعلم من كان قبله، أما إن محمدا ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين.

على قائمة العرش مكتوب: " حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء، وفي ذؤابة العرش(3) علي أمير المؤمنين " فهذه حجتنا على من أنكر حقنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام وأمامنا اليقين، فأي حجة تكون أبلغ من هذا.

3 - محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبدالله بن محمد، عن عبدالله بن القاسم، عن زرعة بن محمد، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن سليمان ورث

___________________________________

(1) (نحن النجباء النجاة) النجباء جمع النجيب وهو الفاضل الكريم السخى والفاضل من كل حيوان، ذكرهما الجزرى (والنجاة) بضم النون جمع ناج كهداة وهاد، ونحن افراط الانبياء اى اولادهم او مقدموهم في الورود على الحوض ودخول الجنة او هداتهم او الهداة الذين اخبر الانبياء بهم، قال في النهاية الفرط بالتحريك الذى يتقدم الواردة وفى الحديث انا فرطكم على الحوض ومنه قيل للطفل اللهم اجعله لنا فرطا اى اجرا يتقدمنا حتى نرد عليه وفى القاموس الفرط العلم المستقيم يهتدى به والجمع افرط وافراط وبالتحريك المتقدم إلى الماء للواحد والجمع وما تقدمك من اجر وعمل وما لم يدرك من الولد.

(2) الشورى: 2 1.

(3) ذؤابة العرش: اعلاه.

[*]

[225]

داود، وإن محمدا ورث سليمان، وإنا ورثنا محمدا، وإن عندنا علم التوراة والانجيل والزبور، وتبيان ما في الالواح(1)، قال: قلت: إن هذا لهو العلم؟ قال: ليس هذا هو العلم، إن العلم الذي يحدث يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة(2).

4 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الحداد، عن ضريس الكناسي(3) قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده أبوبصير فقال أبوعبدالله عليه السلام: إن داود ورث علم الانبياء، وإن سليمان ورث داود، وإن محمدا صلى الله عليه وآله ورث سليمان، وإنا ورثنا محمدا صلى الله عليه وآله وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى، فقال أبوبصير: إن هذا لهو العلم(4)، فقال: يا أبا محمد ليس هذا هو العلم، إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار، يوما بيوم وساعة بساعة(5).

5 - محمد بن يحيى، عن محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: يا أبا محمد إن الله عزوجل لم يعط الانبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا صلى الله عليه وآله، قال: وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى الانبياء، وعندنا الصحف التي قال الله عزوجل: " صحف إبراهيم وموسى(6) " قلت: جعلت فداك هي الالواح(7)؟ قال: نعم.

6 - محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سأله عن قول الله عزوجل: " ولقد كتبنا

___________________________________

(1) ما في الالواح اى الواح موسى كما في الخبر الاتى.

(2) لعل المراد: ان العلم ليس ما يحصل بالسماع وقراء‌ة الكتب وحفظها فان ذلك تقليد و انما العلم ما يفيض من عند الله سبحانه على قلب المؤمن يوما فيوما وساعة فساعة، فينكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس وينشرح له الصدر ويتنور به القلب ويتحقق به العالم كأنه ينظر اليه ويشاهده ؛(في).

(3) ضريس كزبير والكناسى بضم الكاف.

(4) ان هذا لهو العلم اى افضل العلوم كانها منحصرة فيه فنفى عليه السلام كونه اشرف علومهم واعظمها ؛(آت).

(5) يوما بيوم الباء للالصاق اى بعد يوم ؛(آت).

(6) الاعلى 19.

(7) هى الالواح اى صحف موسى ؛(آت).

[*]

[226]

في الزبور من بعد الذكر(1) " ما الزبور وما الذكر؟ قال: الذكر عند الله، والزبور الذي انزل على داود، وكل كتاب نزل فهو عند اهل العلم ونحن هم.

7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، أو غيره، عن محمد بن حماد، عن أخيه أحمد ابن حماد، عن إبراهيم، عن أبيه، عن ابي الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أعلم منه، قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله، قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل، قال: فقال: إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره " فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " حين فقده، فغضب عليه فقال: " لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين(2) " وإنما غضب لانه كان يدله على الماء، فهذا - وهو طائر - هذا اعطي ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والانس والجن والشياطين [و] المردة له طائعين، ولم يكن بعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه وإن الله يقول في كتابه: " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى(3) " وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان، ونحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في ام الكتاب، إن الله يقول: " وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين(4) " ثم قال: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا(5) " فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ.

___________________________________

(1) الانبياء: 5 10.

(2) النمل: 21.

(3) الرعد: 30 (ولو ان قرآنا سيرت به الجبال) يعنى لو كان شئ من القرآن كذلك لكان هذا القرآن كذا في تفسير على بن ابراهيم رحمه الله.

وتقطيع الارض قطعها بالسير والطى، الا ان يأذن الله به اى يسهله الله بسببها مع ما يسهله مما في الكتب السالفة ؛(في).

(4) النمل: 77.

(5) فاطر: 29.

[*]