باب فرض طاعة الائمة

1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه(4) ومفتاحه وباب الاشياء ورضا الرحمن تبارك

___________________________________

(4) ذروة الامر بالضم وبالكسر اعلاه والامر الايمان او جميع الامور الدينية او الاعم منها ومن الدنيوية، وسنامه بالفتح اى اشرفه وارفعه مستعارا من سنام البعير لانه اعلا عضو منه (آت).

[*]

[186]

وتعالى الطاعة للامام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: " من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا(1) ".

2 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: أشهد أني سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: أشهد أن عليا إمام فرض الله طاعته وأن الحسن إمام فرض الله طاعته وأن الحسين إمام فرض الله طاعته وان علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته وأن محمد بن علي إمام فرض الله طاعته.

3 - وبهذا الاسناد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي قال: حدثنا حماد ابن عثمان، عن بشير العطار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته.

4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل: " وآتيناهم ملكا عظيما(2) " قال: الطاعة المفروضة.

5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القماط عن أبي الحسن العطار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: أشرك بين الاوصياء و الرسل في الطاعة.

6 - أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: نحن قوم فرض الله عزوجل طاعتنا، ولنا صفوا المال(3) ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "(4).

__________________________________

(1) النساء: 83

(2) النساء: 58، والطاعة المفروضة اى الامامة التى هى رئاسة عامة على الناس، وانما فرض الطاعة من الله والانقياد لهم فانه خلافة من الله وملك وسلطنة عظيمة لا يدانيه شى ء من مراتب الملك والسلطنة (آت).

(3) الانفال الغنائم وما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب من الارضين ورؤس الجبال وبطون الاودية والاجام وما يجرى مجرى ذلك والصفو من الغنيمة ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة و وخالص كل شى (في).

(4) النساء 58.

[*]

[187]

7 - أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لابي عبدالله عليه لاسلام قولنا في الاوصياء أن طاعتهم مفترضة قال: فقال: نعم، هم الذين قال الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " وهم الذين قال الله عزوجل: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا(1) ".

8 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سأل رجل فارسي أبا الحسن عليه السلام فقال: طاعتك مفترضة؟ فقال: نعم، قال: مثل طاعة علي ابن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: نعم.

9 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الائمة هل يجرون في الامر والطاعة مجرى واحد؟ قال: نعم.

10 - وبهذا الاسناد، عن مروك بن عبيد، عن محمد بن زيد الطبرى قال: كنت قائما على رأس الرضا عليه السلام بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال: يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون: إنا نزعم أن الناس عبيد لنا، لا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله، ولكني أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة، موال لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب.

11 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن الذين فرض الله طاعتنا، لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنا، ومن أنكرنا كان كافرا، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء.

12 - علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل(2) قال: سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عزوجل، قال: أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله

___________________________________

(1) المائدة: 61 وروى السيوطى في تفسيره الدر المنثور أخبارا كثيرة في نزول الاية في على عليه السلام واما اطلاق لفظ الجمع على الواحد تعظيما فهو شائع ذائع في اللغة والعرف (آت)

(2) الظاهر انه محمد بن القاسم بن الفضيل (آ ت).

[*]

[188]

عزوجل طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر، قال أبوجعفر عليه السلام: حبنا إيمان وبغضنا كفر.

13 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن فضالة بن أيوب، عن أبان، عن عبدالله بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أعرض عليك ديني الذي أدين الله عزوجل به؟ قال: فقال: هات قال.

فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء به من عند الله وأن عليا كان إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسن إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسين إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض الله طاعته حتى انتهى الامر إليه، ثم قلت: أنت يرحمك الله؟ قال: فقال: هذا دين الله ودين ملائكته.

14 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اعلموا أن صحبة العالم(1) واتباعه دين يدان الله به، وطاعته مكسبة للحسنات ممحات للسيئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة(2) فيهم في حياتهم وجميل بعد مماتهم(3).

15 - محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور ابن حازم قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله، قال: صدقت، قلت إن من عرف أن له ربا، فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا، وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول، فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلب الرسل فاذا لقيهم عرف أنهم الحجة وأن لهم الطاعة المفترضة، فقلت للناس: أليس تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى صلى الله عليه وآله من كان الحجة؟ قالوا: القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجي والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتي يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم، فما قال فيه

___________________________________

(1) العالم هنا يحتمل معنيين احدهما الامام المعصوم والثانى الاعم منه ومن كل عالم يعمل بعلمه والاول اظهر (في)

(2) في بعض النسخ [ورحمة]

(3) اى ذكر جميل او اجر جميل (آت).

[*]

[189]

من شئ كان حقا فقلت لهم: من قيم القرآن قالوا: ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة يعلم، قلت: كله؟ قالوا لا، فلم أجد أحدا يقال إنه يعلم القرآن كله إلا عليا صلوات الله عليه وإذا كان الشئ بين القوم فقال هذا: لا أدري وقال هذا: لا أدري وقال هذا لا أدري، وقال هذا: أنا أدري، فأشهد أن عليا عليه السلام كان قيم القرآن، وكانت طاعته.

مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وأن ما قال في القرآن فهو حق، فقال رحمك الله، فقلت: إن عليا عليه السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي وأشهد على الحسن أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه وجده وأن الحجة بعد الحسن الحسين وكانت طاعته مفترضة فقال: رحمك الله، فقبلت رأسه وقلت: وأشهد على الحسين عليه السلام أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده علي بن الحسين وكانت طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله، فقبلت رأسه وقلت: وأشهد على علي بن الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده محمد بن علي أبا جعفر وكانت طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله، قلت: أعطني رأسك حتى أقبله فضحك، قلت: أصلحك الله قد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه واشهد بالله أنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضة، فقال: كف رحمك الله، قلت: أعطني رأسك اقبله فقبلت رأسه فضحك وقال: سلني عما شئت، فلا أنكرك بعد اليوم أبدا 16 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: الاوصياء طاعتهم مفترضة؟ قال: نعم هم الذين قال الله عزوجل: " إطيعوا الله و أطيعوا الرسول واولي الامر منكم(1) " وهم الذين قال الله عزوجل " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

17 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن عن حماد، عن عبدالاعلى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: السمع والطاعة أبواب الخير،

___________________________________

(1) النساء 63.

(2) المائدة: 61.

[*]

[190]

السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له، وإمام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عزوجل ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: " يوم ندعو كل اناس بإمامهم(1) ".

_____________________________

(1) الاسراء 74.