باب آخر وهو من الباب الاول

1 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في صفة القديم: إنه واحد صمد أحدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة، قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع، قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا تعالى الله عن ذلك، إنه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع، قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه(1)، قال، فقال: تعالى الله إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.

2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو، عن هشام بن الحكم قال في

___________________________________

(1) أي من الابصار بآلة البصر فيكون نقلا لكلام المجسمة أو باعتبار صفة زائدة قائمة بالذات فيكون نقلا لمذهب الاشاعرة والجواب: يعقل بهذا الوجه من كان بصفة المخلوق والمراد تعالى الله أن يتصف بما يحصل ويرتسم في العقول والاذهان والحاصل انهم يثبتون لله تعالى ما يعقلون من صفاتهم والله منزه عن مشابهتهم ومشاركتهم في تلك الصفات الامكانية. (آت).

[*]

[109]

حديث الزنديق الذي سأل أبا عبدالله عليه السلام: أنه قال له: أتقول: إنه سميع بصير؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: هو سميع بصير سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه وليس قولي: إنه سميع بنفسه أنه شئ والنفس شئ آخر ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا فأقول يسمع بكله لا أن كله له بعض لان الكل لنا [له] بعض ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك كله الا أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى.