باب النهي عن الجسم والصورة

1 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن علي بن أبي حمزة، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم، صمدي نوري، معرفته ضرورة، يمن بها على من يشاء من خلقه، فقال عليه السلام: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، لا يحد ولا يحس ولا يجس ولا تدركه [الابصار ولا] الحواس ولا يحيط به شئ ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد(1).

2 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة فكتب: سبحان من ليس كمثله شئ لا جسم ولا صورة، ورواه محمد بن أبي عبدالله(2) إلا أنه لم يسم الرجل.

___________________________________

(1) تشكل. (في).

(2) هو محمد بن جعفر بن عون وقوله: لم يسم الرجل أي الراوي. (آت) [*]

[105]

3 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن زيد قال: جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد فأملى علي: الحمد لله فاطر الاشياء إنشاء، ومبتدعها ابتداعا بقدرته وحكمته(1)، لا من شئ فيبطل الاختراع ولا لعلة فلا يصح الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحدا بذلك لاظهار حكمته وحقيقة ربوبيته، لا تضبطه العقول ولا تبلغه الاوهام ولا تدركه الابصار ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة وكلت دونه الابصار وضل فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية ووصف بغير صورة ونعت بغير جسم، لا إله إلا الله الكبير المتعال.

4 - محمد بن أبي عبدالله، عمن ذكره، عن علي بن العباس، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حكيم قال: وصفت لابي إبراهيم عليه السلام قول هشام بن سالم الجواليقي وحكيت له: قول هشام بن الحكم إنه جسم فقال: إن الله تعالى لا يشبهه شئ، أي فحش أو خنى(2) أعظم من قول من يصف خالق الاشياء بجسم أو صورة أو بخلقة(3) أو بتحديد وأعضاء، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

5 - علي بن محمد رفعه، عن محمد بن الفرج الرخجي(4) قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة فكتب: دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان(5).

___________________________________

(1) متعلق بالابتداع أو به وبالفطر والانشاء (آت). وقد مر شرح بعض تلك الفقرات في شرح خطبة الكتاب.

(2) الخنى بالخاء المعجمة والنون: الفحش والفساد.

(3) أي مخلوقية أو باعضاء المخلوقين. (آت). وفي بعض النسخ [بخلقه].

(4) الرخجي بالراء المهملة المضمومة والخاء المعجمة المفتوحة مخففا وقد يشدد والجيم

(5) المراد بالهشامين هشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي وهما من أجلاء أصحاب أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهما السلام وأما ما نسب إليهما من القول بالتشبيه والتجسيم فغير صحيح عند عظماء أصحابنا كما أن السيد المرتضى قدس سره بالغ في براء‌ة ساحتهما عن مثل هذه الاقوال في كتاب الشافي مستدلا بدلائل شافية ومن أراد الاطلاع فليراجع هناك ونقول: ان بعضها ناش من عدم فهم كلامهما كما مر في الحديث الثالث من باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه ص 105.

وبعضها ناش من خلط كلام المخالفين بكلامهما عند الاحتجاج وبعضها تقول عليهم من المخالفين فنسبوا اليهما هذه الاراء التافهة كما نسبوا المذاهب الشنيعة إلى زرارة ومؤمن الطاق والميثمي و غيرهم من أكابر الشيعة: وأما قول الامام في الحديث السابع قاتله الله لمصالح ذكروها في كتب التراجم. [*]

[106]

6 - محمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن عبدالله بن المغيرة، عن محمد بن زياد قال: سمعت يونس بن ظبيان يقول: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له: إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا فزعم أن الله جسم لان الاشياء شيئان: جسم وفعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل ويجوز أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبوعبدالله عليه السلام: ويحه أما علم أن الجسم محدود متناه والصورة محدودة متناهية فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة والنقصان وإذا احتمل الزيادة والنقصان كان مخلوقا قال: قلت: فما أقول؟ قال: لا جسم ولا صورة وهو مجسم الاجسام ومصور الصور، لم يتجزء ولم يتناه ولم يتزايد ولم يتناقص، لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق والمخلوق فرق ولا بين المنشئ والمنشأ لكن هو المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه، إذ كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا: 7 - محمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، عن الحسن ابن عبدالرحمن الحماني قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: إن هشام بن الحكم زعم أن الله جسم ليس كمثله شئ(1)، عالم، سميع، بصير، قادر، متكلم، ناطق، والكلام والقدرة والعلم يجري مجرى واحد، ليس شئ منها مخلوقا فقال: قاتله الله أما علم أن الجسم محدود والكلام غير المتكلم معاذ الله وأبرء إلى الله من هذا القول، لا جسم ولا صورة ولا تحديد وكل شئ سواه مخلوق، إنما تكون الاشياء بإرادته ومشيئته من غير كلام ولا تردد في نفس ولا نطق بلسان.

8 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن حكيم قال: وصفت لابي الحسن عليه السلام قول هشام الجواليقي وما يقول في الشاب الموفق ووصفت له قول هشام بن الحكم فقال: إن الله لا يشبهه شئ.

___________________________________

(1) قوله ليس كمثله شئ يومي إلى أنه لم يقل بالجسمية الحقيقية بل أخطا في اطلاق لفظ الجسم عليه تعالى ونفى عنه صفات الاجسام كلها، فنفى (ع) اطلاق هذا اللفظ عليه تعالى بأن الجسم انما يطلق على الحقيقة التي يلزمها التقدر والتحدد فكيف يطلق عليه، وقوله " يجري مجرى واحد " اشارة إلى عينية الصفات وكون الذات قائمة مقامها فنفى (ع) كون الكلام كذلك ولم ينفه في سائر الصفات. (آت).

[*]