باب مولد الصاحب عليه السلام

ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

1 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد قال: خرج عن أبي محمد عليه السلام حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله.

وولد له ولد سماه " م ح م د " سنة ست وخمسين ومائتين.

2 - علي بن محمد قال: حدثني محمد والحسن ابنا علي بن إبراهيم(1) في سنة تسع وسبعين ومائتين قالا: حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي - من عبد قيس - عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه، قال: أتيت سر من رأى و لزمت باب أبي محمد عليه السلام فدعاني من غير أن أستأذن، فلما دخلت وسلمت قال لي: يا أبا فلان كيف حالك؟ ثم قال لي: اقعد يا فلان، ثم سألني عن جماعة من رجال ونساء من أهلي، ثم قال لي: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك قال: فقال: فالزم الدار قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرجال، فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال، فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أخرج ولا أدخل، فخرجت علي جارية معها شئ مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت ونادى

___________________________________

(1) وهو ابن موسى بن جعفر عليه السلام.

[*]

[515]

الجارية فرجعت فقال لها: اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبومحمد عليه السلام فقال ضوء بن علي: فقلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ قال: سنتين قال العبدي: فقلت لضوء: كم تقدر له أنت؟ قال: أربع عشرة سنة، قال أبوعلي وأبوعبدالله ونحن نقدر له إحدى وعشرين سنة.

3 - علي بن محمد وعن غير واحد من أصحابنا القميين، عن محمد بن محمد العامري عن أبي سعيد غانم الهندي قال: كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة وأصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك، أربعون رجلا كلهم يقرأ الكتب الاربعة: التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم، نقضي بين الناس ونفقههم في دينهم و نفتيهم في حلالهم وحرامهم، يفزع الناس إلينا، الملك فمن دونه، فتجارينا ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلنا: هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره واتفق رأينا وتوافقنا على أن أخرج فارتاد لهم، فخرجت ومعي مال جليل، فسرت اثني عشر شهرا حتى قربت من كابل، فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي وأخذوا مالي وجرحت جراحات شديده ودفعت إلى مدينة كابل، فأنفذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ وعليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي [أ] سود، فبلغه خبري وأني خرجت مرتادا من الهند وتعلمت الفارسية وناظرت الفقهاء وأصحاب الكلام، فأرسل إلي داود بن العباس فأحضرني مجلسه وجمع علي الفقهاء فناظروني فأعلمتهم أني خرجت من بلدي أطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب، فقال لي: من هو وما اسمه؟ فقلت: محمد، فقال: هو نبينا الذي تطلب، فسألتهم عن شرائعه، فأعلموني، فقلت لهم: أنا أعلم أن محمدا نبي ولا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لاقصده فاسائله عن علامات عندي ودلالات، فإن كان صاحبي الذي طلبت آمنت به، فقالوا: قد مضى صلى الله عليه وآله فقلت: فمن وصيه وخليفته فقالوا: أبوبكر، قلت: فسموه لي فإن هذه كنيته؟ قالوا: عبدالله بن عثمان ونسبوه إلى قريش، قلت: فانسبوا لي محمدا نبيكم فنسبوه لي،

[516]

فقلت: ليس هذا صاحبي الذي طلبت صاحبي الذي أطلبه خليفته أخوه في الدين وابن عمه في النسب وزوج ابنته وأبوولده، ليس لهذا النبي ذرية على الارض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته، قال: فوثبوا بي وقالوا أيها الامير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم، فقلت لهم: يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا افارقه حتى أرى ما هو أقوى منه، إني وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي انزلها الله على أنبيائه وإنما خرجت من بلاد الهند ومن العز الذي كنت فيه طلبا به، فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب فكفوا عني وبعث العامل إلى رجل يقال له: الحسين بن اشكيب(1) فدعاه فقال له: ناظر هذا الرجل الهندي، فقال له الحسين: أصلحك الله عندك الفقهاء و العلماء وهم أعلم وأبصر بمناظرته، فقال له: ناظره كما أقول لك واخل به والطف له فقال لي الحسين بن اشكيب بعد ما فاوضته: إن صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الامر في خليفته كما قالوا، هذا النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ووصيه علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وهو زوج فاطمة بنت محمد وأبوالحسن والحسين سبطي محمد صلى الله عليه وآله، قال غانم أبوسعيد فقلت: الله أكبر هذا الذي طلبت، فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له: أيها الامير وجدت ما طلبت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال: فبرني ووصلني، وقال للحسين تفقده، قال: فمضيت إليه حتى آنست به وفقهني فيما احتجت إليه من الصلاة والصيام والفرائض قال: فقلت له: إنا نقرأ في كتبنا أن محمدا صلى الله عليه وآله خاتم النبيين لا نبي بعده وأن الامر من بعده إلى وصيه ووارثه وخليفته من بعده، ثم إلى الوصي بعد الوصي، لا يزال أمر الله جاريا في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا، فمن وصي وصي محمد؟ قال: الحسن ثم الحسين ابنا محمد صلى الله عليه وآله، ثم ساق الامر في الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام، ثم أعلمني ما حدث، فلم يكن لي همة إلا طلب الناحية.

فوافى قم وقعد مع أصحابنا في سنة أربع وستين ومائتين وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب، قال: فحدثني غانم قال:

___________________________________

(1) في بعض النسخ [إسكيب].

[*]

[517]

وأنكرت من رفيقي بعض أخلاقه، فهجرته وخرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيأ للصلاة واصلي وإني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال: أنت فلان؟ - اسمه بالهند - فقلت: نعم فقال: أجب مولاك فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطريق حتى أتى دارا وبستانا فاذا أنا به عليه السلام جالس، فقال: مرحبا يا فلان - بكلام الهند - كيف حالك؟ وكيف خلفت فلانا وفلانا؟ حتى عد الاربعين كلهم فسائلني عنهم واحدا واحدا، ثم أخبرني بما تجارينا(1) كل ذلك بكلام الهند، ثم قال: أردت أن تحج مع اهل قم؟ قلت: نعم يا سيدي، فقال: لا تحج معهم وانصرف سنتك هذه وحج في قابل، ثم ألقى إلى صرة كانت بين يديه، فقال لي: اجعلها نفقتك ولا تدخل إلى بغداد إلى فلان سماه، ولا تطلعه على شئ وانصرف إلينا إلى البلد، ثم وافانا بعض الفيوج فأعلمونا أن أصحابنا انصرفوا من العقبة ومضى نحو خراسان فلما كان في قابل حج و أرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدة، ثم مات رحمة الله.

4 - علي بن محمد، عن سعيد بن عبدالله قال: إن الحسن بن النضر وأبا صدام وجماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد عليه السلام فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص(2) فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال: إني اريد الحج فقال له: أبوصدام أخره هذه السنة، فقال له الحسن [ابن النضر]: إني أفزع في المنام ولابد من الخروج وأوصى إلى أحمد بن يعلى بن حماد وأوصى للناحية بمال وأمره أن لا يخرج شيئا إلا من يده إلى يده بعد ظهور، قال: فقال الحسن: لما وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها فجاء ني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلفها عندي، فقلت له ما هذا؟ قال هو ما ترى، ثم جاء ني آخر بمثلها وآخر حتى كبسوا(3) الدار، ثم جاء ني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت وبقيت متفكرا فوردت علي رقعة الرجل عليه السلام(4) إذا مضى من النهار كذا و كذا فاحمل ما معك، فرحلت وحملت ما معي وفي الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه وسلمني الله منه فوافيت العسكر ونزلت، فوردت علي رقعة أن احمل ما معك فعبيته(5) في صنان الحمالين، فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم فقال: أنت الحسن

___________________________________

(1) فتجارينا: أجرينا فيما بيننا.

(2) يعنى عن الصاحب عليه السلام.

(3) كبسوا: هجموا.

(4) رقعة الرجل يعنى الصاحب عليه السلام.

(5) فعبيته من التعبية. والصن بالكسر شبه السلة المطبقة يجعل فيها الخبز ؛(في).

[*]

[518]

ابن النضر؟ قلت: نعم، قال: ادخل، فدخلت الدار ودخلت بيتا وفرغت صنان الحمالين وإذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كل واحد من الحمالين رغيفين واخرجوا وإذا بيت عليه ستر فنوديت منه: يا حسن بن النضر احمد الله على ما من به عليك ولا تشكن، فود الشيطان أنك شككت، وأخرج إلي ثوبين وقيل: خذها فستحتاج إليهما فأخذتهما وخرجت، قال سعد: فانصرف الحسن بن النضر ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين.

5 - علي بن محمد عن محمد بن حمويه السويداوي، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضي أبي محمد عليه السلام واجتمع عند أبي مال جليل، فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعا، فوعك(1) وعكا شديدا، فقال: يا بني ردني، فهو الموت وقال لي: اتق الله في هذا المال وأوصى إلي فمات، فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي بشئ غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط ولا اخبر أحدا بشئ وإن وضح لي شئ كوضوحه [في] أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته وإلا قصفت به(2)، فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما، فإذا أنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا، حتى قص علي جميع ما معي مما لم احط به علما فسلمته إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع لي رأس واغتممت، فخرج إلي قد أقمناك مكان(3) أبيك فاحمد الله.

6 - محمد بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله النسائي(4) قال: أوصلت أشياء للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهب، قبلت ورد علي السوار، فامرت بكسره، فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس أو صفر فأخرجته وأنفذت الذهب فقبل.

7 - علي بن محمد، عن الفضل الخزاز المدائني مولى خديجة بنت محمد أبي جعفر عليه السلام قال: إن قومامن أهل المدينة من الطالبيين كانوا يقولون بالحق وكانت الوظائف ترد عليهم(5) في وقت معلوم، فلما مضى أبومحمد عليه السلام رجع قوم منهم عن القول بالولد(6) فوردت

___________________________________

(1) الوعك: اذى الحمى ووجعها.

(2) القصوف: الاقامة على الاكل والشرب.

(3) في بعض النسخ [مقام].

(4) في بعض النسخ [النسابى].

(5) يعنى من ابى محمد عليه السلام.

(6) يعنى القول بان له عليه السلام ولدا يخلفه بعده.

[*]

[519]

الوظائف على من ثبت منهم على القول بالولد وقطع عن الباقين، فلا يذكرون في الذاكرين والحمد لله رب العالمين.

8 - علي بن محمد قال: أوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه وقيل له: أخرج حق ولد عمك منه وهو أربعمائة درهم وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمه، فيها شركة قد حبسها عليهم، فنظر فإذا الذي لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل.

9 - القاسم بن العلاء قال: ولد لي عدة بنين فكنت أكتب وأسأل الدعاء فلا يكتب إلي لهم بشئ، فماتوا كلهم، فلما ولد لي الحسن ابني كتبت(1) أسأل الدعاء فاجبت يبقى والحمد لله.

10 - علي بن محمد، عن أبي عبدالله بن صالح قال: [كنت] خرجت سنة من السنين ببغداد فاستأذنت في الخروج، فلم يؤذن لي، فأقمت اثنين وعشرين يوما وقد خرجت القافلة إلى النهروان، فاذن في الخروج لي يوم الاربعاء وقيل لي: اخرج فيه، فخرجت وأنا آيس من القافلة أن ألحقها، فوافيت النهروان والقافلة مقيمة، فما كان إلا أن أعلفت جمالي شيئا حتى رحلت القافلة، فرحلت وقد دعا لي بالسلامة فلم ألق سوء ا والحمد لله.

11 - علي، عن النضر بن صباح البجلي، عن محمد بن يوسف الشاشي(2) قال: خرج بي ناصور على مقعدتي فأريته الاطباء وأنفقت عليه مالا فقالوا: لا نعرف له دواء، فكتبت رقعة أسأل الدعاء فوقع عليه السلام إلي: ألبسك الله العافية وجعلك معنا في الدنيا والآخرة، قال: فما أتت علي جمعة حتى عوفيت وصار مثل راحتي، فدعوت طبيبا من أصحابنا و أريته إياه، فقال: ما عرفنا لهذا دواء.

12 - علي، عن علي بن الحسين اليماني، قال: كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها، فكتبت ألتمس الاذن في ذلك، فخرج: لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة وأقم بالكوفة، قال: وأقمت وخرجت القافلة فخرجت عليهم

___________________________________

(1) في بعض النسخ [كنت].

(2) قرية من بلاد كردستان قريبة من فارياب (لح) وفى بعض النسخ [الشامى] وفى بعضها [الساشي].

[*]

[520]

حنظلة(1) فاجتاحتهم وكتبت أستأذن في ركوب الماء، فلم يؤذن لي، فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب، خرج عليها قوم من الهند يقال لهم البوارح(2) فقطعوا عليها، قال: وزرت العسكر فأتيت الدرب مع المغيب ولم اكلم أحدا ولم أتعرف إلى أحد وأنا أصلي في المسجد بعد فراغي من الزيارة(4) إذا بخادم قد جاء ني فقال لي: قم، فقلت له: إذن إلى أين؟ فقال لي: إلى المنزل، قلت: ومن أنا لعلك ارسلت إلى غيري، فقال: لا ما ارسلت إلا إليك أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن إبراهيم، فمر بي حتى أنزلني في بيت الحسين بن أحمد ثم ساره، فلم أدر ما قال له: حتى آتاني جميع ما أحتاج إليه وجلست عنده ثلاثة أيام واستأذنته في الزيارة من داخل فأذن لي فزرت ليلا.

13 - الحسن بن الفضل بن زيد اليماني قال: كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه ثم كتبت بخطي فورد جوابه، ثم كتب بخط رجل من فقهاء أصحابنا، فلم يرد جوابه فنظرنا فكانت العلة أن الرجل تحول قرمطيا، قال الحسن بن الفضل: فزرت العراق ووردت طوس وعزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري ونجاح من حوائجي ولو احتجت أن اقيم بها حتى أتصدق(5) قال: وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام وأخاف أن يفوتني الحج قال: فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه فقال لي: صر إلى مسجد كذا وكذا وإنه يلقاك رجل، قال: فصرت إليه فدخل علي رجل فلما نظر إلي ضحك وقال: لا تغتم فإنك ستحج في هذ السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما، قال: فاطمأننت وسكن قلبي وأقول ذا مصداق ذلك والحمد لله، قال: ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب فاغتممت وقلت في نفسي: جزائي عند القوم هذا واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة، ولم يشر الذي قبضها مني علي بشئ ولم يتكلم فيها

___________________________________

(1) قبيلة من بنى تميم والاجتياح بالجيم ثم الحاء الاهلاك والاستيصال (في).

(2) البوارح بالموحدة والمهملتين يقال للشدائد والدواهى، كأنهم شبهوا بها (في).

(3) في بعض النسخ [ووردت].

(4) لعله اراد بالزيارة زيارة الصاحب عليه السلام من خارج داره كما يدل عليه قوله من داخل الدار في آخر الحديث (في).

(5) أى أسأل الصدقة وهو كلام عامى غير فصيح كما قاله ابن قتيبة (في).

[*]

[521]

بحرف ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسي: كفرت بردي على مولاي وكتبت رقعة أعتذر من فعلي وأبوء بالاثم وأستغفر من ذلك وأنفذتها وقمت أتمسح(1) فأنا في ذلك افكر في نفسي وأقول إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني ليعمل فيها بما شاء، فخرج إلى الرسول الذي حمل إلي الصرة أسأت إذ لم تعلم الرجل أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا وربما سألونا ذلك يتبركون به وخرج إلي أخطأت في ردك برنا فاذا استغفرت الله، فالله يغفر لك، فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا ولا تنفقها في طريقك، فقد صرفناها عنك فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه، قال: وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسرا والحمد لله، قال: وكنت وافقت جعفر بن إبراهيم النيسابوري بنيسابور على أن أركب معه وازامله فلما وافيت بغداد بدا لي فاستقلته وذهبت اطلب عديلا، فلقيني ابن الوجنا بعد ان كنت صرت اليه وسالته أن يكتري لي فوجدته كارها، فقال لي: أنا في طلبك وقد قيل لي: إنه يصحبك فأحسن معاشرته واطلب له عديلا واكتر له 14 - علي بن محمد، عن الحسن بن عبدالحميد قال: شككت في أمر حاجز(2) فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر، فخرج إلي ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا رد ما معك إلى حاجز بن يزيد.

15 - علي بن محمد، عن محمد بن صالح قال: لما مات أبي وصار الامر لي، كان لابي على الناس سفاتج(3) من مال الغريم، فكتبت إليه اعلمه فكتب: طالبهم واستقض عليهم، فقضاني الناس إلا رجل واحد كانت عليه سفتجة بأربعمائة دينار فجئت إليه اطالبه فماطلني واستخف بي ابنه وسفه علي، فشكوت إلى أبيه فقال: وكان ماذا؟

___________________________________

(1) يقال فلان يتمسح اى لا شئ عه، كانه يمسح ذراعيه (في).او هو تمسح الكف بالكف كناية عن الندامة والحسرة.

(2) يعنى في وكالته للصاحب او ديانته (في).

(3) جمع السفتجة بالضم وهى ان تعطى مالا لرجل فيعطيك خطا يمكنك من استرداد ذلك المال من عميل له في مكان آخر.

[*]

[522]

فقبضت على لحتيه وأخذت برجله وسحبته إلى وسط الدار(1) وركلته ركلا كثيرا، فخرج بانه يستغيث بأهل بغداد ويقول: قمي رافضي قد قتل والدي، فاجتمع علي منهم الخلق فركبت دابتي وقلت أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم، أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة وهذا ينسبني إلى أهل قم والرفض ليذهب بحقي ومالي، قال: فمالوا عليه وأرادوا أن يدخلوا على حانوته حتى سكنتهم وطلب إلي صاحب السفتجة وحلف بالطلاق أن يوفيني مالي حتى أخرجتهم عنه.

16 - علي، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن والعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل(2) وأنا لا أقول بالامامة، احبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبدالله فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند(3) وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى إذ كوتكين(4) نالني منه استخفاف فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي ولم اطلع عليه أحدا فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق: وجه السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة.

17 - علي، عمن حدثه قال: ولدلي ولد فكتبت أستأذن في طهره يوم السابع فورد لا تفعل فمات يوم السابع أو الثامن، ثم كتبت بموته فورد ستخلف غيره وغيره تسميه أحمد من بعد أحمد جعفرا، فجاء كما قال، قال: وتهيأت للحج وودعت الناس وكنت على الخروج فورد: نحن لذلك كارهون والامر إليك، قال: فضاق صدري واغتممت وكتبت أنا مقيم على السمع والطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع: لا يضيقن صدرك فإنك ستحج من قابل إن شاء الله، قال: ولما كان من قابل.

كتبت أستأذن، فورد الاذن فكتبت أني عادلت محمد بن العباس وأنا واثق

___________________________________

(1) سحبته اى جررته. والركل: الضرب بالرجل.

(2) الجبل بالتحريك كورة بين بغداد وآذربيجان.

(3) الشهرى ضرب من البرذون. والسمند فرس له لون، معروف.

(4) كان من امراء الترك من اتباع بنى العباس وهو في التواريخ وبعض كتب الحديث وبعض نسخ الكتاب بالذال وفى اكثرها بالزاى.

[*]

[523]

بديانته وصيانته، فورد: الاسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختر عليه، فقدم الاسدي وعادلته.

18 - الحسن بن علي العلوي قال: أودع المجروح(1) مرداس بن علي مالا للناحية وكان عند مرداس مال لتميم بن حنظلة فورد على مرداس: أنفذ مال تميم مع ما أودعك الشيرازي.

19 - علي بن محمد، عن الحسن بن عيسى العريضي أبي محمد قال: لما مضى أبومحمد عليه السلام ورد رجل من أهل مصر بمال إلى مكة للناحية، فاختلف عليه فقال: بعض الناس: إن أبا محمد عليه السلام مضى من غير خلف والخلف جعفر وقال بعضهم: مضى أبومحمد عن خلف، فبعث رجل يكنى بأبي طالب فورد العسكر ومعه كتاب، فصار إلى جعفر وسأله عن برهان، فقال، لا يتهيأ في هذا الوقت، فصار إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا فخرج إليه: أجرك الله في صاحبك، فقد مات وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يحب واجيب عن كتابه.

20 - علي بن محمد قال: حمل رجل من أهل آبة شيئا يوصله ونسي بآبة فأنفذ ما كان معه فكتب إليه ما خبر السيف الذي نسيته 21 - الحسن بن خفيف، عن أبيه قال:بعث(2) بخدم إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ومعهم خادمان وكتب إلي خفيف أن يخرج معهم فخرج معهم فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا فما خرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر برد الخادم الذي شرب المسكر وعزل عن الخدمة.

22 - علي بن محمد، عن [أحمد بن] أبي علي بن غياث(3)، عن أحمد بن الحسن قال: اوصى يزيد بن عبدالله بدابة وسيف ومال وأنفذ ثمن الدابة وغير ذلك ولم يبعث السيف فورد: كان مع ما بعثتهم سيف فلم يصل - أو كما قال -.

23 - علي بن محمد، عن محمد بن علي بن شاذان النيسابوري قال: اجتمع عندي

___________________________________

(1) المجروح هو الشيرازى.

(2) يعنى بعث الصاحب عليه السلام.

(3) في بعض النسخ [على بن محمد، عن احمد ابى على بن غياث].

[*]

[524]

خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما فأنفت(1) أن أبعث بخمسمائة تنقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما وبعثتها إلى الاسدي ولم أكتب مالي فيها، فورد: وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما.

24 - الحسين بن محمد الاشعري قال: كان يرد كتاب أبي محمد عليه السلام في الاجراء على الجنيد قاتل فارس وأبي الحسن وآخر، فلما مضى أبو محمد عليه السلام ورد استيناف من الصاحب لاجراء أبي الحسن وصاحبه ولم يرد في أمر الجنيد بشئ قال: فاغتممت لذلك فورد نعي الجنيد بعد ذلك.

25 - علي بن محمد، عن محمد بن صالح قال: كانت لي جارية كنت معجبا بها فكتبت أستأمر في استيلادها، فورد استولدها، ويفعل الله ما يشاء، فوطئتها فحبلت ثم أسقطت فماتت.

26 - علي بن محمد قال: كان ابن العجمي جعل ثلثه للناحية وكتب بذلك وقد كان قبل إخراجه الثلث دفع مالا لابنه أبي المقدام، لم يطلع عليه أحد فكتب إليه فأين المال الذي عزلته لابي المقدام؟(2).

27 - علي بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال: كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا، فكتب إليه إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين، فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل موته بأيام.

28 - علي بن محمد، عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال: كان للناحية علي خمسمائة دينار فضقت بها ذرعا، ثم قلت في نفسي لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ولم أنطق بها فكتب إلى محمد بن جعفر: اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه.

29 - علي بن محمد قال: باع جعفر(3) فيمن باع صبية جعفرية كانت في الدار يربونها، فبعث بعض العلويين وأعلم المشتري خبرها فقال المشتري: قد طابت نفسي

___________________________________

(1) الانفة الاستنكاف.

(2) يعنى اين ثلث ذلك المال وذلك لانه جعل الثلث للناحية (في).

(3) يعنى به المشهور بالكذاب.

[*]

[525]

بردها وأن لا أرزأ(1) من ثمنها شيئا، فخذها، فذهب العلوي فأعلم أهل الناحية الخبر فبعثوا إلى المشتري بأحد وأربعين دينارا وأمروه بدفعها إلى صاحبها.

30 - الحسين بن الحسن العلوي قال: كان رجل من ندماء روز حسني(2)، وآخر معه فقال له: هو ذا يجبي الاموال وله وكلاء وسموا جميع الوكلاء في النواحي وأنهى ذلك إلى عبيد الله بن سليمان الوزير، فهم الوزير بالقبض عليهم فقال السلطان: اطلبوا أين هذا الرجل فإن هذا أمر غليظ، فقال عبيد الله بن سليمان: نقبض على الوكلاء، فقال السلطان: لا ولكن دسوا لهم قوما لا يعرفون بالاموال، فمن قبض منهم شيئا قبض عليه، قال: فخرج بأن يتقدم إلى جميع الوكلاء أن لا يأخذوا من أحد شيئا وأن يمتنعوا من ذلك ويتجاهلوا الامر، فاندس لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه وخلا به فقال: معي مال اريد أن اوصله فقال له محمد: غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا، فلم يزل يتلطفه ومحمد يتجاهل عليه وبثوا الجواسيس وامتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم.

1 3 - علي بن محمد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحير(3)، فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطائي فقال له: الق بني الفرات والبرسيين(4) وقل لهم: لا يزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض [عليه].

___________________________________

(1) أى لا أنقص، من الرزه بتقديم المهملة

(2) كأنه كان وواليا بالعسكر وفى بعض النسخ [بدر حسنى]

(3) في بعض النسخ [الحائر] وفى بعضها [الحيرة].

(4) البرس بلدة بين الكوفة والحلة.