باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام

ولد علي بن الحسين عليه السلام في سنة ثمان وثلاثين وقبض في سنة خمس وتسعين وله سبع وخمسون سنة.

وامه سلامة(3) بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز وكان يزدجرد آخر ملوك الفرس.

1 - الحسين بن الحسن الحسني - رحمه الله - وعلي بن محمد بن عبدالله جميعا، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن عبدالرحمن بن عبدالله الخزاعي، عن نصر بن

___________________________________

(3) في بعض النسخ [شهربانويه].

[*]

[467]

مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما اقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت: " اف بيروج بادا هرمز"(1) فقال عمر: أتشتمني هذه وهم بها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ليس ذلك لك، خيرها رجلا من المسلمين واحسبها بفيئه، فخيرها فجاء‌ت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام فقال لها أمير المؤمنين: ما اسمك؟ فقالت: جهان شاه، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: بل شهربانويه، ثم قال للحسين: يا أبا عبدالله لتلدن لك منها خير أهل الارض، فولدت علي بن الحسين عليه السلام وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام: ابن الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس.

وروي أن أبا الاسود الدئلي قال فيه: وإن غلاما بين كسرى وهاشم * لاكرم من نيطت عليه التمائم(2) 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان لعلي بن الحسين عليه السلام ناقة، حج عليها اثنتين وعشرين حجة، ما قرعها قرعة قط، قال: فجاء‌ت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاء ني بعض خدمنا أو بعض الموالي، فقال: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه، فدلكت بجرانها القبر وهي ترغو، فقلت: أدركوها أدركوها وجيئوني بها قبل ان يعلموا بها أو يروها، قال: وما كانت رأت القبر قط.

3 - علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن حفص بن البختري، عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما مات أبي علي بن الحسين عليه السلام جاء‌ت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها القبر وتمرغت عليه، فأمرت بها فردت إلى مرعاها، وإن أبي عليه السلام كان يحج عليها ويعتمر ولم يقرعها قرعة قط.

___________________________________

(1) كلام فارسى مشتمل على تأفيف ودعاء على ابيها هرمز تعنى لا كان لهرمز يوم فان ابنته اسرت بصغر ونظر اليها الرجال. (في). وعمرو بن شمر ضعيف جدا كما قاله النجاشى وقال العلامة في الخلاصة: لا اعتمد على شئ مما يرويه.

(2) نيطت علقت: والتمائم جمع التميمة وهى العوذة تعلق في يد الطفل (في).

[*]

[468]

" ابن بابويه(1) ".

4 - الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عمارة، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين عليهما السلام قال لمحمد عليه السلام: يا بني ابغني وضوء ا قال: فقمت فجئته بوضوء، قال: لا أبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا قال: فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فارة ميتة فجئته بوضوء غيره، فقال: يا بني هذه الليلة التي وعدتها، فأوصى بناقته أن يحظر لها حظار وأن يقام لها علف فجعلت فيه.

قال: فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها، فاتي محمد بن علي فقيل له: إن الناقة قد خرجت فأتاها فقال: صه الآن قومي بارك الله فيك، فلم تفعل، فقال: وإن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط على الرحل فما يقرعها حتى يدخل المدينة، قال: وكان علي بن الحسين عليهما السلام يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذاك، فعلموا أن عليا عليه السلام كان يفعله.

5 - محمد بن أحمد، عن عمه عبدالله بن الصلت، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين عليهما السلام لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ إذا وقعت الواقعة، وإنا فتحنا لك و قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

6 - سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قبض علي بن الحسين عليهما السلام وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام خمس وتسعين، عاش بعد الحسين خمسا وثلاثين سنة.

___________________________________

(1) هذه اشارة إلى ان هذا الحديث االاتى كان في نسخة الصدوق محمد بن بابويه (ره) اذ تبين بالتتبع ان النسخ التى رواها تلامذة الكلينى بواسطة او بدونها كانت مختلفة فعرض الافاضل المتأخرون عن عصرهم تلك النسخ بعضها على بعض فما كان فيها من اختلاف اشاروا اليه كما مر مرارا (آت).

[*]