باب النوادر(1)

1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، رفعه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: روحوا أنفسكم ببديع الحكمة، فإنها تكل كما تكل الابدان.

2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي(2) عن شعيب، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة: فرأسه التواضع، وعينه البراء‌ة من الحسد، واذنه الفهم، ولسانه الصدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الاشياء والامور، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمته السلامة، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، و سلاحه لين الكلمة(3)، وسيفه الرضا، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة العلماء، و ماله الادب، وذخيرته اجتناب الذنوب، وزاده المعروف، وماؤه الموادعة، ودليله الهدى، ورفيقه محبة الاخيار.

3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم وزير الايمان العلم، ونعم وزير العلم الحلم، ونعم وزير الحلم الرفق، ونعم وزير الرفق الصبر(4).

4 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن جعدر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الانصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع، قال: ثم مه؟ قال: الحفظ، قال: ثم مه؟ قال: العمل به، قال: ثم مه يا رسول الله؟ قال: نشره.

___________________________________

(1) اي أخبار متفرقة مناسبة للابواب السابقة ولا يمكن ادخالها فيها ولا عقد باب لها لانها لا يجمعها باب ولا يمكن عقد باب لكل منها. (آ ت)

(2) بالعين المهملة والقاف المثناة المفتوحتين ثم الراء المهملة الساكنة ثم القاف والواو ثم الفاء الموحدة ثم الياء والظاهر عروة ابن اخت شعيب كما في جامع الرواة عنوان شعيب.

(3) في بعض النسخ: [الكلام].

(4) في بعض النسخ: [العبرة].

[*]

[49]

5 - علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل، فصاحب الجهل والمراء موذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه، وقطع منه حيزومه(1) وصاحب الاستطالة والختل، ذو خب(2) وملق، ويستطيل على مثله من أشباهه، ويتواضع للاغنياء، من دونه، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه(3)، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه.

وحدثني به محمد بن محمود أبوعبدالله القزويني(4)، عن عدة من أصحابنا منهم جعفر بن محمد الصيقل(5) بقزوين، عن أحمد بن عيسى العلوي، عن عباد بن صهيب البصري، عن أبي عبدالله عليه السلام.

6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن رواة الكتاب كثير، وإن رعاته قليل، وكم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب، فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية، والجهال يحزنهم حفظ الرواية، فراع يرعى حياته، وراع يرعى هلكته، فعند ذلك اختلف الراعيان، و تغاير الفريقان.

7 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها.

8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن ذكره، عن

___________________________________

(1) الحيزوم: وسط الصدر.

(2) بالكسر الخدعة.

(3) أي: تعمد للعبادة وتوجه اليها وصار في ناحيتها وتجنب الناس وصار في ناحية منهم.

(4) في بعض النسخ محمد بن محمود بن عبدالله القزويني.

(5) في بعض النسخ [جعفر بن أحمد الصيقل] [*]

[50]

زيد الشحام(1) عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " فلينظر الانسان إلى طعامه(2) " قال: قلت ما طعامه؟ قال: علمه الذي يأخذه، عمن يأخذه.

9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه.

0 1 - محمد، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة، بن الطيار أنه عرض على أبي عبدالله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له: كف واسكت ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه العمى، و يعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون(3) ".

11 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمدعن المنقري عن سفيان بن عيينة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول وجدت علم الناس كله في أربع اولها ان تعرف ربك والثاني ان تعرف ما صنع بك والثالث ان تعرف ما أراد منك و الرابع ان تعرف ما يخرجك من دينك

12 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ما حق الله على خلقه؟ فقال: أن يقولوا ما يعلمون، ويكفوا عما لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه.

13 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن محمد بن مروان العجلي، عن علي بن حنظلة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنا.

14 - الحسين بن الحسن، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن ابن عائشة البصري رفعه أن أمير المؤمنين عليه السلام قال في بعض خطبه: أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من

___________________________________

(1) بالشين المعجمة المفتوحة والحاء المهملة المشددة: بياع الشحم.

(2) عبس، 24.

(3) النحل: 42 والانبياء: 7.

[*]

[51]

انزعج من قول الزور فيه، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه، الناس أبناء ما يحسنون، وقدر كل أمرء ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين أقداركم.

15 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبدالله بن سليمان قال: سمعت أبا جفعر عليه السلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الاعمى وهو يقول: إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار، فقال أبوجعفر عليه السلام: فهلك إذن مؤمن آل فرعون ! ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا عليه السلام فليذهب الحسن يمينا وشمالا، فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا.