باب فيمن عرف الحق من أهل البيت ومن أنكر

1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن علي بن عبدالله(2) بن الحسين ابن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وامرأته وبنيه من أهل الجنة، ثم قال: من عرف هذا الامر من ولد علي وفاطمة عليهما السلام لم يكن كالناس.

2 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد قال: حدثني الوشاء قال: حدثنا أحمد ابن عمر الحلال قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: أخبرني عمن عاندك ولم يعرف حقك من ولد فاطمة؟ هو وسائر الناس سواء في العقاب؟ فقال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: عليهم ضعفا العقاب 3 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن راشد قال: حدثنا علي بن إسماعيل الميثمي قال: حدثنا ربعي بن عبدالله قال: قال لي عبدالرحمن ابن أبي عبدالله قلت لابي عبدالله عليه السلام: المنكر لهذا الامر من بني هاشم وغيرهم سواء؟ فقال لي: المنكر، ولكن قل: الجاحد من بني هاشم وغيرهم، قال

___________________________________

(1) في بعض النسخ [الزمه النية].

(2) في كتب الرجال (على بن عبيد الله] وهو الظاهر.

[*]

[378]

أبوالحسن: فتفكرت [فيه] فذكرت قول الله عزوجل في إخوة يوسف: " فعرفهم وهم له منكرون(1) ".

4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام قلت له: الجاحد منكم ومن غيركم سواء؟ فقال: الجاحد منا له ذنبان و المحسن له حسنتان.

(باب) * (ما يجب على الناس عند مضي الامام)

1 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إذا حدث على الامام حدث، كيف يصنع الناس؟ قال: أين قول الله عزوجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قوهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون(2) " قال: هم في عذر ما داموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر، حتى يرجع إليهم أصحابهم.

2 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن قال: حدثنا حماد، عن عبدالاعلى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول العامة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، فقال: الحق و الله، قلت: فإن إماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ قال: لا يسعه إن الامام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم، إن الله عزوجل يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذورن " قلت: فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم؟ قال: إن الله عزوجل يقول: " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله(3) " قلت: فبلغ البلد بعضه فوجدك مغلقا عليك بابك، ومرخى عليك سترك، لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلهم عليك فبما(4) يعرفون ذلك؟ قال:

___________________________________

(1) يوسف: 58.

(2) التوبة: 123.

(3) النساء: 101.

(4) في بعض النسخ [فبم] [*]

[379]

بكتاب الله المنزل قلت: فيقول الله عزوجل كيف؟ قال: أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم، قلت: أجل، قال فذكر ما أنزل الله في علي عليه السلام وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله في حسن وحسين عليهما السلام وما خص الله به عليا عليه السلام وما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله من وصيته إليه ونصبه إياه وما يصيبهم وإقرار الحسن والحسين بذلك و وصيته إلى الحسن وتسليم الحسين له بقول الله(1): " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله(2) " قلت فإن الناس تكلموا في أبي جعفر عليه السلام ويقولون: كيف تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أسن منه وقصرت عمن هو أصغر منه، فقال: يعرف صاحب هذا الامر بثلاث خصال لا تكون في غيره: هو أولى الناس بالذين قبله وهو وصيه، وعنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيته وذلك عندي، لا انازع فيه، قلت: إن ذلك مستور مخافة السلطان؟ قال: لا يكون في ستر إلا وله حجة ظاهرة، إن أبي استودعني ما هناك، فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر، قال: اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه " يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون(3) " و أوصى محمد بن علي إلى ابنه جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع وأن يعممه بعمامته وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع، ثم يخلي عنه، فقال: اطووه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله، فقلت بعد ما انصرفوا: ما كان في هذا يا أبت أن تشهد عليه؟ فقال: إني كرهت أن تغلب وأن يقال: إنه لم يوص، فأردت أن تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم الرجل البلد قال: من وصي فلان، قيل فلان، قلت: فإن اشرك في الوصية؟ قال: تسألونه فإنه سيبين لكم.

3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا، فلو أعلمتنا أو علمتنا من؟ قال: إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما

___________________________________

(1) في بعض النسخ [يقول الله].

(2) الاحزاب: 6.

(3) البقرة: 132.

[*]

[380]

شاء الله، قلت: أفيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده؟ فقال: أما أهل هذه البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم، إن الله يقول: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قوهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " قال: قلت: أرأيت من مات في ذلك فقال: هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، قال: قلت: فإذا قدموا بأي شئ يعرفون صاحبهم؟ قال: يعطى السكينة والوقار والهيبة.