باب في تسمية من رآه عليه السلام

1 - محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيى جميعا، عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو رحمه الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني اريد أن أسألك عن شئ وما أنا بشاك فيما اريد أن

[*]

[330]

أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة(1) واغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، فاولئك أشرار من خلق الله عز و جل وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكني أحببت أن أزداد يقينا وإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه عزوجل أن يريه كيف يحيي الموتى، قال: أو لم تؤمن قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي، وقد أخبرني أبوعلي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته وقلت: من اعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما ادى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني أبوعلي أنه سأل ابا محمد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعمها فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.

قال: فخر أبوعمرو ساجدا وبكى ثم قال: سل حاجتك فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام؟ فقال: إي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده - فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات، قلت: فالاسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن احلل ولا احرم، ولكن عنه عليه السلام، فإن الامر عند السلطان، أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه وأخذه من لا حق له فيه وهوذا، عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك.

قال الكليني رحمه الله: وحدثني شيخ من أصحابنا - ذهب عني اسمه - أن أبا عمرو سأل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.

2 - علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله بالعراق فقال: رأيته بين المسجدين وهو غلام عليه السلام.

3 - محمد بن يحيى، عن الحسين بن رزق الله أبوعبدالله(2) قال: حدثني موسى بن

___________________________________

(1) في بعض النسخ [وقعت الحجة].

(2) كذا.

[*]

[331]

محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قال: حدثتني حكيمة ابنة محمد بن علي - وهي عمة أبيه - أنها رأته ليلة مولده وبعد ذلك.

4 - علي بن محمد، عن حمدان القلانسي قال: قلت للعمري: قد مضى أبومحمد عليه السلام؟ فقال: قد مضى ولكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذا، وأشار بيده.

5 - علي بن محمد، عن فتح مولى الزراري(1) قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه ووصف له قده.

6 - علي بن محمد، عن محمد بن شاذان بن نعيم، عن خادم لابراهيم بن عبده النيسابوري(2) أنها قالت كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء عليه السلام حتى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه وحدثه بأشياء.

7 - على بن محمد، عن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبي عبدالله بن صالح أنه رآه عند الحجر الاسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول: ما بهذا امروا.

8 - علي، عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه أنه قال: رأيته عليه السلام بعد مضي أبي محمد حين أيفع وقبلت يديه ورأسه.

9 - علي، عن أبي عبدالله بن صالح وأحمد بن النضر، عن القنبري - رجل من ولد قنبر الكبير - مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام قال، جرى حديث جعفر بن على فذمه، فقلت له: فليس غيره فهل رأيته؟ فقال: لم أره ولكن رآه غيري، قلت: ومن رآه؟ قال: قد رآه جعفر مرتين وله حديث.

10 - علي بن محمد، عن أبي محمد الوجناني أنه أخبرني عمن رآه: أنه خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنها من أحب البقاع لولا الطرد، أو كلام هذا نحوه.

11 - علي بن محمد، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة السواد قال: شاهدت سيماء(3) آنفا بسر من رأى وقد كسر باب الدار، فخرج عليه وبيده طبرزين فقال له:

___________________________________

(1) في بعض النسخ [الرازى].

(2) في بعض النسخ [عبيدة النيسابورى].

(3) اسم رجل كأنه من اتباع السلطان (في).

[*]

[332]

ما تصنع في داري؟ فقال سيماء: إن جعفرا زعم أن أباك مضى ولا ولد له، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك، فخرج عن الدار قال: علي بن قيس: فخرج علينا خادم من خدم الدار فسألته عن هذا الخبر، فقال لي: من حدثك بهذا؟ فقلت له: حدثني بعض جلاوزة السواد، فقال لي: لا يكاد يخفى على الناس شئ.

12 - علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن جعفر بن محمد المكفوف، عن عمرو الاهوازي قال: أرانيه أبومحمد عليه السلام وقال: هذا صاحبكم(1).

13 - محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد ابن عبدالله بن موسى بن جعفر، عن ابي نصر ظريف الخادم أنه رآه.

14 - علي بن محمد، عن محمد والحسن ابني علي بن إبراهيم أنهما حدثاه في سنة تسع وسبعين ومائتين، عن محمد بن عبدالرحمن العبدي عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه أن أبا محمد أراه إياه.

15 - علي بن محمد، عن أبي أحمد بن راشد عن بعض أهل المدائن قال: كنت حاجا مع رفيق لي، فوافينا إلى الموقف فإذا شاب قاعد عليه إزار ورداء، وفي رجليه نعل صفراء، قومت الازار والرداء بمائة وخمسين دينارا وليس عليه أثر السفر، فدنا منا سائل فرددنا، فدنا من الشاب فسأله، فحمل شيئا من الارض وناوله، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال، فقام الشاب وغاب عنا، فدنونا من السائل فقلنا له ويحك ما أعطاك؟ فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالا، فقلت لصاحبي: مولانا عندنا ونحن لا ندري، ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كله، فلم نقدر عليه، فسألنا كل من كان حوله من أهل مكة والمدينة، فقالوا شاب علوي يحج، في كل سنة ماشيا.

___________________________________

(1) قد مر الخبر في الباب المتقدم ص: 328 - 329.