باب الاشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام

1 - أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن عبدالله القلا، عن الفيض بن المختار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ فدخل عليه أبوإبراهيم عليه السلام - وهو يومئذ غلام - فقال: هذا صاحبكم، فتمسك به.

___________________________________

(3) في بعض النسخ [فتمسكوا به].

[*]

[308]

2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن ثبيت عن معاذ بن كثير، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال: قد فعل الله ذلك قال: قلت: من هو - جعلت فداك -؟ فأشار إلى العبد الصالح(1) وهو راقد فقال: هذا الراقد وهو غلام.

3 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد قال: حدثني أبوعلي الارجاني الفارسي عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سألت عبدالرحمن في السنة التي اخذ فيها أبوالحسن الماضي عليه السلام فقلت له: إن هذا الرجل قد صار في يد هذا وما ندري(2) إلى ما يصير فهل بلغك عنه في أحد من ولده شئ؟ فقال لي: ماظننت أن أحدا يسألني عن هذه المسأله، دخلت على جعفر بن محمد في منزله فإذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له وهو يدعو وعلى يمنيه موسى بن جعفر عليه السلام يؤمن على دعائه، فقلت له، جعلني الله فداك قد عرفت انقطاعي إليك وخدمتي لك، فمن ولي الناس بعدك؟ فقال: إن موسى قد لبس الدرع وساوى عليه، فقلت له: لا أحتاج بعد هذا إلى شئ(3).

4 - أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى الصيقل، عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل أبوإبراهيم عليه السلام وهو غلام، فقال: استوص به، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك(4).

5 - أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن يعقوب بن جعفر الجعفرى قال: حدثني إسحاق بن جعفر قال: كنت عند أبي يوما، فسأله علي بن عمر بن علي فقال: جعلت فداك إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك؟ فقال: إلى صاحب الثوبين الاصفرين والغديرين - يعني الذؤابتين(5) - وهو الطالع عليك من هذا الباب، يفتح البابين بيده جميعا، فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما ثم دخل علينا أبوإبراهيم.

___________________________________

(1) هو الكاظم عليه السلام.

(2) في بعض النسخ [ما يدرى].

(3) كذا، والذى يظهر من تتبع الاخبار ان استواء الدرع منحصر لمن قام منهم بالسيف او قائمهم عليهم السلام.

(4) ضمير قال لابى عبدالله عليه السلام وضمير به لابى ابراهيم والخطاب لمفضل.

(5) الغديرة بالفتح الذؤابة بالضم مهموزا وهى ما نبت في الصدغ من الشعر [*]

[309]

6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال له منصور بن حازم: بأبي أنت وامي إن الانفس يغدا عليها ويراح، فإذا كان ذلك فمن؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن عليه السلام الايمن - في ما أعلم - وهو يومئذ خماسي وعبدالله بن جعفر جالس معنا.

7 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبي عبدالله عليه إلسلام قال: قلت له إن كان كون - ولا أراني الله ذلك - فبمن أئتم؟ قال: فأومأ إلى ابنه موسى عليه السلام قلت: فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده، قلت: فإن حدث بولده حدث وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده، ثم قال: هكذا أبدا، قلت: فإن لم أعرفه ولا أعرف موضعه؟ قال: تقول: اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي، فإن ذلك يجزيك إن شاء الله.

8 - أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن عبدالله القلا، عن المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبدالله عليه السلام أبا الحسن عليه السلام - وهو يومئذ غلام - فقال: هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه، ثم قال لي: لا تجفوا إسماعيل.

9 - محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن فيض بن المختار في حديث طويل في أمر أبي الحسن عليه السلام(1) حتى قال له أبوعبدالله عليه السلام: هو صاحبك الذي سألت عنه، فقم إليه فأقر له بحقه، فقمت حتى قبلت رأسه ويده ودعوت الله عزوجل له، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أما إنه لم يؤذن لنا في أول منك(2)، قال: قلت: جعلت فداك فاخبر به أحدا؟ فقال: نعم أهلك وولدك، وكان معي أهلي وولدي ورفقائي وكان يونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتم حمدوا الله عزوجل وقال يونس: لا والله حتى أسمع ذلك منه وكانت به عجلة، فخرج فأتبعته، فلما انتهيت إلى الباب، سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول له: - وقد سبقني إليه - يا يونس الامر كما قال لك فيض: قال:

___________________________________

(1) اى في شأنه او في امامته.

(2) اى في اسبق منك ؛(آت).

[*]

[310]

فقال: سمعت وأطعت، فقال لي أبوعبدالله عليه السلام: خذه إليك يا فيض.

10 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر عن أبي عبدالله قال: كان أبوعبدالله عليه السلام يلوم عبدالله ويعاتبه ويعظه ويقول: ما منعك أن تكون مثل أخيك، فوالله إني لاعرف النور في وجهه؟ فقال عبدالله: لم، أليس أبي وأبوه واحدا وامي وامه واحدة(1)؟ فقال له أبوعبدالله: إنه من نفسي وأنت ابني.

1 1 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن سنان، عن يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبدالله وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال لي: ادن من مولاك فسلم، فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح، ثم قال لي.

اذهب فغير أسم ابنتك التي سميتها امس، فإنه اسم يبغضه الله، وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء، فقال أبوعبدالله عليه السلام: انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها.

12 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال دعا أبوعبدالله عليه السلام أبا الحسن عليه السلام يوما ونحن عنده فقال لنا: عليكم بهذا، فهو والله صاحبكم بعدي.

13 - علي بن محمد، عن سهل أو غيره، عن محمد بن الوليد، عن يونس، عن داود ابن زربي، عن أبي أيوب النحوي قال: بعث إلي أبوجعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على كرسي وبين يديه شمعة وفي يده كتاب، قال: فلما سلمت عليه رمى بالكتاب إلي وهو يبكي، فقال لي: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات، فإنا لله وإنا إليه راجعون - ثلاثا - وأين مثل جعفر؟ ثم قال لي: اكتب قال: فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه، قال: فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة واحدهم أبوجعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبدالله وموسى وحميدة.

14 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد بنحو من هذا إلا أنه ذكر أنه أوصى إلى أبي جعفر المنصور وعبدالله وموسى ومحمد بن جعفر مولى لابي عبدالله

___________________________________

(1) كذا والظاهر ان (أمى وأمه) مصحف والصواب (أصلى وأصله) كما في اعلام الورى ص 289 نقلا عن الكلينى.

[*]

[311]

عليه السلام قال: فقال أبوجعفر: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل.

15 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن الحسن، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن صاحب هذا الامر، فقال: إن صاحب هذا الامر لا يلهو ولا يلعب، وأقبل أبوالحسن موسى - وهو صغير ومعه عناق مكية وهو يقول لها: اسجدي لربك - فاخذه أبوعبدالله عليه السلام وضمه إليه وقال: بأبي و امي من لا يلهو ولا يلعب.

6 1 - علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن عبيس بن هشام(1) قال: حدثني عمر الرماني، عن فيض بن المختار قال: إني لعند أبي عبدالله عليه السلام إذ أقبل أبوالحسن موسى عليه السلام - وهو غلام - فالتزمته وقبلته، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أنتم السفينة وهذا ملاحها، قال: فحججت من قابل ومعي ألفا دينار فبعثت بألف إلى أبي عبدالله عليه السلام وألف إليه، فلما دخلت على أبي عبدالله عليه السلام قال: يا فيض عدلته بي؟ قلت: إنما فعلت ذلك لقولك، فقال: أما والله ما أنا فعلت ذلك، بل الله عزوجل فعله به.

___________________________________

(1) في بعض النسخ [عيسى بن هشام].