باب أن الائمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وانهم لا يموتون الا باختيار منهم

1 - محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمد، عن عبدالله بن القاسم البطل، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أي إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير، فليس ذلك بحجة لله على خلقه.

2 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محمد بن بشار قال: حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ببغداد ممن كان ينقل عنه، قال: قال لي: قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت، فما رأيت مثله قط في فضله ونسكه فقلت له: من؟ وكيف رأيته، قال: جمعنا أيام السندي بن شاهك(1)

___________________________________

(1) اى ايام دولته ووزارته لهارون الرشيد ؛(آت).

[*]

[259]

ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين إلى الخير، فأدخلنا على موسى بن جعفر عليهما السلام فقال لنا السندي: يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فإن الناس يزعمون انه قد فعل به ويكثرون في ذلك(1) وهذا منزله وفراشه موسع عليه غير مضيق ولم يرد به أمير المؤمنين سوء‌ا وإنما ينتظر به أن يقدم فيناظر أمير المؤمنين(2) وهذا هو صحيح موسع عليه في جميع اموره، فسلوه، قال: ونحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل والى فضله وسمته(3) فقال موسى بن جعفر عليهما السلام: أما ما ذكر من التوسعة وما أشبهها فهو على ما ذكر غير أني اخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في سبع تمرات وأنا غدا أخضر(4) وبعد غد أموت قال: فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة(5).

3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن عبدالله ابن أبي جعفر قال: حدثني أخي، عن جعفر، عن أبيه أنه أتى علي بن الحسين عليهما السلام ليلة قبض فيها بشراب فقال: يا أبت أشرب هذا فقال: يا بني إن هذه الليلة التي اقبض فيها وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه واله.

4 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد، عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: إن أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي قتل فيه وقوله لما سمع صياح الاوز(6) في الدار: صوائح تتبعها نوائح، وقول ام كلثوم: لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف، كان هذا مما لم يجز(7) تعرضه، فقال: ذلك كان ولكنه خير(8) في تلك الليلة، لتمضي مقادير الله عزوجل.

___________________________________

(1) (قد فعل به) اى ما يوجب هلاكه من سقى السم ونحوه (آت)

(2) يعنى هارون الرشيد عليه اللعنة.

(3) السمت: الطريق وهيئة اهل الخير ؛(آت).

(4) بالمعجمتين من الاخضرار، يعنى يصير لونى إلى الخضرة ؛(آت).

(5) ورق النخل الذى يتخذ منه المكنسة ؛(في).

(6) الاوز: البط.

(7) في بعض النسخ [لم يحل] وفى بعضها [لم يحسن].

(8) في بعض النسخ [حير] باهمال الحاء خ [*]

[260]

5 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: إن الله عزوجل غضب على الشيعة(1) فخيرني نفسي أوهم، فوقيتهم والله بنفسي.

6 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن مسافر أن أبا الحسن الرضا عليه السلام قال له: يا مسافر هذا القناة فيها حيتان؟ قال: نعم جعلت فداك، فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله البارحة وهو يقول: يا علي ما عندنا خير لك(2).

7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال، كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله وفي كفنه وفي دخوله قبره، فقلت: يا أباه والله ما رأيتك منذ اشتكيت(3) أحسن منك اليوم، ما رأيت عليك أثر الموت، فقال: يا بني أما سمعت علي بن الحسين عليهما السلام ينادي من وراء الدار يا محمد تعال، عجل؟.

8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبدالملك بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أنزل الله تعالى النصر على الحسين عليه السلام حتى كان [ما] بين السماء والارض(4) ثم خير: النصر، أو لقاء الله، فاختار لقاء الله تعالى.

___________________________________

(1) لتركهم التقية او لعدم انقيادهم لامامهم وخلوصهم في متابعته ؛(آت).

(2) اى علمى بحقيقة ما اقول كعلمى بكون الحيتان في هذا الماء ؛(آت).

(3) اى مرضت.

(4) اى انزل الله تعالى ملائكة ينصرونه على الاعداء حتى إذا صاروا بين السماء والارض خير بين الامرين ؛(في).

(5) في بعض النسخ [انهم].